بالرغم من تباعد أسفارهم جمعهم الشيطان وأكل السحت، فبدلاً من العمل المباح بأجر معقول سولت لهم أنفسهم أن الكسب السريع أفضل، حتى وإن كان من طريق غير مشروع. هذا ما كشفته الجهود الأمنية التي قامت بها شعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض، وذلك إثر بروز أسلوب سرقة الكيابل والأسلاك والمواد الكهربائية من المباني التي تنشأ حديثاً.. حيث اتخذت العديد من الإجراءات البحثية من قبل شعبة التحريات والبحث الجنائي شملت حصر المشبوهين والمشتبه فيهم من الجنسيات التي درجت على ارتكاب مثل هذه الجرائم، والتغلغل في أوساطها ومراقبة المحلات التي تتاجر في هذه المواد لرصد أي حركات بيع لهذا النوع من المواد، وبالفعل لم يطل أمد الانتظار، فقد تم ضبط ثمانية وافدين من جنسية آسيوية وعثر مع الأول على مئتين وأربعين كرتون أسلاك كيبلات الرياض، ومبلغ عشرين ألف ريال، والآخر ضبط لديه مئتان كرتون سلك ألترا والثالث يحمل إقامة مزورة باسم شخص آخر، والرابع مئتين واثنين كرتون أسلاك ألترا وقواطع 100 أمبير. أما الخامس فضبط لديه ثمانية وسبعون كرتون أسلاك ألترا ولفات نحاس ثقيل ومواسير تمديدات تكييف سبلت.. والثلاثة الباقون يرافقونهم. وبالتحقيق المبدئي معهم اعترف أربعة منهم عن قيامهم برفقة أربعة آخرين بالتخطيط المسبق لارتكاب أكثر من أربعين حادثة سرقة للكيابل النحاسية والمواد الصحية من العمائر التي تحت الإنشاء بعد الاعتداء على حراس تلك العمائر وسرقة بكرات نحاسية من أحد المستودعات بحي السلي وصدقت اعترافاتهم بذلك شرعاً. وقد طلب من الجناة الدلالة على المواقع التي سرقوا منها، وبمقابلة أصحاب هذه المواقع أو القائمين عليها أكدوا حدوث سرقات لمحلاتهم حيث بلغ مجموع قيمة المسروقات من أحد المستودعات مليوني ريال، فيما بلغ مجموع ما تم حصره من سرقات لعمائر ومستودعات أخرى حوالي ربع مليون ريال. التحقيقات لا تزال جارية مع المقبوض عليهم بتوسع لمعرفة المزيد من الجرائم التي ارتكبوها، والبحث مستمر عن بقية شركائهم وأعوانهم.. وسيحالون إلى المحكمة المختصة حال انتهاء الإجراءات النظامية.