توصف المنطقة المحاذية لوادي «الإديرع» المحاذي لمدينة حائل من الجهة الشرقية أنه واحد من مكامن التلوث البيئي الناتج عن طفح مائي سببه جريان مياه صرف المنازل الآسنة عبر التربة.. وصولا إلى الوادي الذي يعد المحطة الأخيرة لتجمع المياه الملوثة. وتسعى الجهات المعنية في محاولاتها المستمرة منذ مدة للسيطرة على المياه الملوثة الجارية على سطح الأرض.. عبر استحداث مشاريع الصرف الصحي والرش المستمر لمواقع تجمع المياه الضحلة.. وتكثيف حملات التوعية بخطر استخدام المياه لأي من الأغراض ذات التماس بصحة الإنسان. وقد اتخذت تلك الجهات كافة الاحتياطات الاحترازية.. في مسعى لدرء مخاطر انتشار الأوبئة أو الملوثات للأحياء السكنية المتاخمة للوادي.. ومن ذلك إخضاع الوادي والمناطق القريبة منه لحملات رش بالمبيدات الحشرية.. وإجراء دراسات مسحية وتحليلية بصفة شبه منتظمة للحيلولة ما أمكن من ما قد ينجم عن تماس الإنسان أو الحيوان بشكل مباشر مع مياه الوادي الملوثة. في ضوء ذلك أصبح من البديهي أن يرى المواطن أنه من غير المقبول أن تتحول النباتات والأشجار الملوثة على امتداد الوادي لمرعى خصب تسرح فيه الماشية لتلتهم الأعشاب المشبعة بالمواد الملوثة وتشرب من مياه الوادي الآسنة.. وهو ما قد يتسبب بشكل غير مباشر في نقل الأمراض إلى آكلي لحوم الأغنام المنتشرة على نطاق متفاوت في الأراضي اللصيقة على ضفة الواديالشرقية بامتداد يصل إلى عدة كيلومترات باتجاه الشمال الشرقي لمدينة حائل. هذا وقد عبر عدد من المواطنين عن امتعاضهم الشديد إزاء صمت الأمانة عن مثل هذه الممارسات التي قد تلحق الضرر بصحة الإنسان.. مشيرين إلى أن الرعاة ومنذ مدة وهم يتجولون بماشيتهم على هذه الحال.. من دون رادع رقابي لا يحتاج إلى دليل مادي.. مضيفين أن الأمر لا يكلف سوى زيارة المواقع المحاذية لضاحية «السويفلة» ومشاهدة الموقف بالعين المجردة. إلى ذلك قامت «الرياض» بزيارة موقع الطفح المائي.. حيث رصدت مدى غزارة جريان المياه على سطح الأرض وتحول المنطقة إلى مسطحات خضراء تقتات منها الأغنام تحت أنظار الرعاة.. مع غض الطرف عن ما قد ينجم عن ذلك من خطر إذا ما سوقت هذه الأغنام لصالح محلات الجزارة أو اشتراها المواطنون بقصد ذبحها للإفادة من لحومها التي قد تكون ملوثة بمركبات وبكتريا ضارة. المواطنون بدورهم طالبوا الأمانة بسن تشريع يمنع بتاتا الرعي في تلك المناطق.. ويفرض رقابة وغرامات صارمة بحق المخالفين.. وهو ما رأوا فيه خيارا أفضل من انتظار الماشية حتى يكتشف أطباء المسلخ ما قد تعانيه من مشاكل صحية، لافتين إلى أن منها ما قد يفلت ولا يقع بين يدي الرقابة وهو ما يذبح في المنازل أو الرحلات البرية، مما قد يتسبب في نقل الأمراض للأفراد بطريقة غير محسوسة.