تمكنت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية ، من تحقيق معدلات نمو كبيرة وقفزات هائلة في مجال صناعة الطباعة كأحد أهم الاستثمارات التي تساهم بشكل فعال في خدمة كافة الأنشطة التجارية سواء صناعية أو ترويجية . ومن هنا كان لصناعة الطباعة في المملكة دور أساسي في تنمية الموارد وتقديم الخدمات الإعلامية والتسويقية كمعيار أساسي يعتمد عليه المتلقي وفقا لتوجهاته التي لن يصعب أن يجد الوسيلة الطباعية التي تقدم له تلك المعلومات. ومن هذا المنطلق قامت العديد من الكيانات التي يندرج استثمارها في مجال صناعة الطباعة بتطوير التقنيات الطباعية بما يتوافق وحاجة السوق وتحقيق خطط قصيرة المدى وخلق كيانات كبيرة من خلال عمليات الاستحواذ على كيانات طباعية أخرى لتصبح قادرة على البقاء والتطوير كونها قد تمكنت من الحصول على حصة كبيرة من حجم السوق الطباعي خلال عمليات الاستحواذ. وهو أمر بالغ الأهمية في ظل الظروف الحالية فالكثير من الخبراء والمتخصصين ينصحون عادة بشراء كيان منتج يحقق إيرادات ولديه حصته السوقية في المجال الصناعي الخاص به ، الأمر الذي يساهم بشكل فعال في تحقيق نسبة إيرادات ومكاسب هائلة. وفي حال إقامة منشأة جديدة مشابهة لما هو في السوق سيحتاج الأمر الدخول في منافسة لاستقطاب عملاء وهو أمر بالغ في الأهمية ويواجه العديد من الصعوبات التي يمكن أن تؤدي إلى انهيار المنشأة وإفلاسها إذا لم يتحقق الهدف خلال فترة تدوير رأس المال كون أن هناك آلات ومعدات وكوادر بشرية لن تتمكن من الإنتاج ولن يتحقق الحد الأدنى من قدراتها الإنتاجية وبالتالي تراكم خسائر يومية نهايتها عرض المنشأة للبيع للتخلص من المشروع إيقافا لنزيف الخسائر اليومية . وتفاديا لمثل هذه الجوانب السلبية الممكنة في حال لم تكن هناك رؤية واضحة لمستقبل العمل الإنتاجي تنتهج العديد من الكيانات عدداً من الخطوات التي تعتبرها أساسية لبناء سيكون قادراً بإذن الله على مواجهة التحديات من خلال الاعتماد على إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية لأي مشروع ودراسته من كافة الجوانب دراسة متعمقة تحقق الأهداف المرجوة من إنشائه. ولابد أن تعتمد الدراسة على حجم هذه الصناعة ، القدرة الإنتاجية والتوقعات الإيجابية والسلبية وفقا للنتائج والمعلومات المتوفرة عن حجم السوق ومدى الحاجة إلى إضافة آلات إنتاج أو إقامة مشروع جديد . لذلك فإن من أهم الجوانب التي تساهم في إقامة مشروع يحقق الأهداف تحديد المبلغ الخاضع للاستثمار دراسة الاحتياجات الفعلية لتغطية كافة جوانب المشروع الدخل السنوي المتوقع نسبة الربح ومعدلاته المدة القصوى في تدوير وإعادة رأس المال. فإذا كانت هناك دراسة متكاملة يتم استعراضها وعلى ضوء ذلك يولد القرار الصائب المتوافق مع الرؤية الاقتصادية المدروسة للبدء في أي مشروع . ولذلك فإن المرحلة الحالية تتطلب من كل منشأة الحفاظ على معدلات إنتاجها وتحسين مستوى الأداء كون التحسين المستمر يعتبر جزءاً أساسياً تسعى لتطبيقه كافة الكيانات الناجحة سعيا للحصول على عملاء جدد وإضافة مميزات تحقق لها العديد من الجوانب الإيجابية في جانب استقطاب العملاء. أما فيما يتعلق بالمشاريع الجديدة فإن الوقت الحاضر ينبه إلى ضرورة أخذ الحيطة والحرص الكامل على ذلك بالرغم من أن المملكة العربية السعودية وفي ظل قيادتها الرشيدة قد كانت أقل الدول على مستوى العالم تضررا من الوضع الاقتصادي وهو جانب إيجابي ومشجع لتنشيط الحركة الاقتصادية في المملكة العربية السعودية. * مدير الشؤون الفنية والطباعية مؤسسة اليمامة الصحفية