قبل أكثر من خمس سنوات رأيت فيلما لا أتذكر عنوانه ، لكنه كان فيلما مرعبا بحق ، الفيلم كان قصة مدينة أمريكية صغيرة هادئة وسعيدة ، لكن جماعة من خبراء الجيش والأسلحة البيولوجية أقاموا بمنطقة قريبة منها حضانة لإنتاج أفاع من السلالات الأشد فتكا ، وذلك تمهيدا لنقلها للعراق بعد أن تتوالد ، على ان يتم تبريدها ، هذه الأفاعي ( بالفيلم )خرجت عن السيطرة ،حيث تكاثرت بسرعة وظلت تتوالد ، حتى بدأت تظهر وتتجاوز مكانها لتتهجم من كل صوب علىالمدينة الوادعة ، أهل المدينة يرسلون النداء تلو النداء ولا من مجيب ، البنتاغون من جهته قررأن يسكت هذا الصوت خوفا من انتشاره حول أمريكا ، لذا عمد لفكرة حرق الأفاعي والأهالي سوية ، في مشاهد رعب كبيرة وفنتازيا لصحفي وزميلته يسير الفيلم . وينتهي بتدمير المدينة والأفاعي ، لكن الصحفي وزميلته يسلمان وينشران الخبر. وعلى اعتبار أن قصة الفيلم بها شيء من الواقع ، وأن هناك فعلا أفاعي نقلت للعراق ، وهذه الأفاعي أنواع ، قد تكون الأفاعي الحقيقية جزءا منها وقد تكون الأفاعي الأشد فتكا من كل الأفاعي في الدنيا هي التي إما نقلت وغذيت ونشرت أو كانت نائمة وتم إيقاظها . هذه الأفاعي كتبت عنها وكتب غيري ، وقلنا إن مسعاها سيكون كبيرا وتدور كالشرر يتطاير ليحرق الكل ولا يستثني أحدا. عرفنا التفرقة وعرفنا الصراعات القومية والمذهبية مع هذا المحتل ، وعرفنا السرطانات بأنواعها ، سرطان الأجسام القادم عبر اليورانيوم المنضب والذي نقلته ذرات الهواء من وطن لآخر ، وعرفنا معها سرطانات أخرى سرطانات تفتك بالأوطان . سرطان الفتنة أفعى بألف رأس ورأس ترفعها هنا وهناك ، وتمد ألسنتها ، وتكاد تلدغ الجميع ، تتجول في دول الخليج العربي لا دولة إثر دولة بل تجتاحها مع بعضها . عندما أمّنا للقادم من خلف البحار ، لم يمر ولم تمر بوارجه على جمارك ولم يُطلب منه مكوس ، كان يحمل معه كل أنواع الأفاعي ،التي انتشرت واستعرت وتستعر . وعلينا نحن الآن ان ندمر هذه الأفاعي قبل أن تأكلنا .. انها تتوالد كما توالدت أفاعي الفيلم ،وهذا التوالد يجب دحره سريعا قبل أن لا نجد مكانا إلا وبه أفعى تجري لتلد أفاعي . إنها رؤوس الفتن قد قامت من كل مكان ، ونشرها الطاغوت ويواصل نشرها .. لندحرها داخل أنفسنا قبل أن تدحرنا خارجها. أفاعي الفيلم تمت السيطرة عليها ، لكن أفاعي مخلفات الأمريكان لا يتم السيطرة عليها بسهولة . إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فما بالنا نلدغ عشرات المرات ؟