٭٭ لم يكن أحد يتوقع ما حدث مع «الصعوة».. فقد كان شيئاً مدهشاً بالفعل.. فبعد عصر ذلك اليوم.. دخلنا «قصر نجمة» ورأينا الصعوة وجمعان في أحد ملاعب كرة «السلة» ومعهما كرة سلة حقيقية.. و.. طق.. طق.. طق. من فين جبت الكورة يا صعوة قال ببساطة ولا مبالاة: من المستودع صرخ بعضنا بخوف: أوف يا عيال الصعوة كسر باب المستودع قال ملوحاً بالمفتاح دون اهتمام: المفتاح معايا وتحلقنا حوله بدهشة: كيف.. من فين.. مين أعطاك المفتاح قال بثقة: الأستاذ أحمد بلال. والأستاذ بلال موظف «فني» في إدارة التعليم.. وهو المسؤول عن غرفة المستودع المبنية حديثاً داخل قصر نجمة وتضم كل المعدات الرياضية.. أجهزة «جمباز».. و«رفع أثقال».. و«الزانة».. و«الرماة.. والأقراص.. والقلل.. ومضارب التنس.. شباك كرة القدم وشباك ملاعب الطائرة وكل أنواع الكور والملابس الرياضية».. وهي عهدة. عندما يحضر الأستاذ بلال.. يقوم بتوزيع الكور وشبكة الطائرة وبقية الأدوات الرياضية.. ثم يعود لجمعها مع أذان المغرب. كان الطلاب قد اعتادوا وصوله متأخراً بعد صلاة كل عصر بحكم بعد بيته عن قصر نجمة.. لكنه من بين كل أولاد الطايف اختار «الصعوة».. أعطاه مفتاح المستودع واستأمنه على كل ما فيه.. رغم تهور وخطورة ما قام به.. إلا أننا أدركنا لحظتها أنه أحسن الاختيار.. فلو أنه أعطى المفتاح لأي فتى آخر «كائن من يكون» لكنا على يقين من نهب موجودات المستودع.. سواء عن طريق عيال حارتنا أو عن طريق أبناء الأحياء الأخرى.. بطرق بعضها خبيث وبعضها دنيئ والبعض الآخر لا تدركه ولا حتى الشياطين. غير أن الصعوة على صغر حجمه.. يحبه الجميع.. وبفعل عاطفة خفية لا أحد منا يمكن أن يغامر ويخسر محبته.. وفوق كل شيء.. فإن على عيال حارتنا إذا ما أرادوا نهب المستودع.. أن يعتمدوا على خطط يهندسها و«يرستكها» الصعوة نفسه.. أما وهو يحمل مفتاح ذلك المستودع الثري.. فقد تأكدنا من قدرتنا على الاستفادة من كل محتوياته وإعادتها دون تعريضها للتلف.. بدا ذلك جلياً ونحن نرى في أعلى ساقي جمعان «ركب» أو واقيات ركب.. مثل تلك التي يرتديها حراس المرمى المحترفين.. قال سعيد معيض بدهشة: من فين جبت الركب يا جمعان رد مشيراً للصعوة: من المستودع. قال سعيد معاتباً: معليش يا صعوة أنا حارس النادي تتكسر ركبي وأنت تعطي الركب جمعان. قال الصعوة ضاحكاً: خلاص راحت أيام الحفى ركبك من المستودع في التمارين والمباريات.. كلمت الزستاذ بلال اخذت منه إذن .