إنها لمصادفة مباركة في يوم مبارك أن صدر في يوم الجمعة الفضيل الثلاثين من شهر ربيع الأول عام 1430 مرسوم ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله يأمر فيه بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء. وان قرار التعيين أدخل البهجة والسرور في نفوس المواطنين جميعاً، ولم يكن مفاجئاً لأحد، نظراً لما عرف عن سموه الكريم بأنه يقود العيون الساهرة التي تسهر ولاتنام لتوفير الأمن والأمان للشعب السعودي الوفي ولكافة المقيمين على حد سواء.. فكان أقرب الناس إليهم، يلامس همومهم ويعيش بين ظهر انيهم ويخشى خدش أمنهم لما يمثله الأمن من أساس للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي لدفع عجلة الحياة بطمأنينة ورخاء.. وقيامه بهذا الدورة وحده فقط يؤهلة للوقوف إلى جانب خادم الحرمين وولي عهده الأمين في الإنابة بتحمل المسؤولية. هذا بالإضافة إلى الخبرات والخدمات في المناصب المعروفة التي تقلدها طيلة 38 عاماً وترأس لجان عدة للقيام بأمور تتعلق بمهام جسيمة وشائكة سياسية وأمنية وإعلامية وإنسانية داخلية وخارجية، وأهمها لجنة الحج العليا للحفاظ على أمن الأراضي المقدسة وسلامة الحجيج. فسيدنا إبراهيم عليه السلام عندما هاجر مع أهله إلى مكة دعا ربه أولاً أن يوفر لأهل مكة الأمن والأمان لقوله تعالي: «وإذ قال إبراهيم ربي اجعل هذا البلد آمنا» إبراهيم آية (35) وهكذا نراه عليه السلام بدعوته قدم طلب الأمن على طلب الرزق أو أي شيء آخر.. حيث قال تعالى في دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام لربه فيما بعد (ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلوات فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) إبراهيم الآية (37). فهذا برهان على أن مسؤولية الأمن من أهم أولويات ومقومات الحياة في هذا الكون مهما اجتهد المفكرون واختلف المجتهدون فمسؤولية توفير الأمن واستمراره جسيمة وهي عبء ثقيل، وليست سهلة على كل من يتصدى لها أو يأخذها على عاتقه. وقد تحمل سموه النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله هذه المسؤولية ومن مواقع المسؤولية المتعددة وقام بواجبه الوطني والقومي بكل اقتدار، ونجح بعون الله بجهوده وجهود المخلصين من حوله من أبناء وطننا العزيز وبدعم قيادة حكومتنا الرشيدة، حيث ساهم في بناء مؤسسات أمنية على أساس عصري وأكاديمي متميز يشهد له القاصي والداني لتحقيق هذا الهدف الحساس والنبيل. فكان سموه حفظه الله بمثابة العين الساهرة حقاً لترعى السواعد التي تدرأ الأخطار بإذن الله، وتصدت لكل النفوس الشريرة التي أرادت وخططت بالظلام للعبث بأمن وطننا العزيز وأوقفتهم عند حهم بكل اقتدار وتضحية ليعيش المواطن والمقيم بكل امن وسلام على ثرى وطننا الطهور، حتى أصبحت المؤسسات الأمنية السعودية تحت إشرافه المباشر محط أنظار المتابعين ومرجعاً للدارسين والباحثين من شتى الأقطار وبهرت العالم بالنجاحات المتميزة بالتصدى لظاهرة الإرهاب والتطرف والعنف والجريمة وبكل الوسائل الممكنة. فقد سعى سموه بسعة صدره ونبل مشاعره وكريم أخلاقه لتحقيق طموحات حكومتنا الرشيدة في تأمين الأمن والأمان والسعادة والرفاهية والعيش الرغيد لشعب المملكة العربية السعودية التي رسمها وخطط لها المغفور له (بإذن الله) الملك عبدالعزيز، حيث كان تحقيق الأمن من أولويات واهتمامات الملك المؤسس وقام رحمه الله ببتر سالف الإرهاب الذي كان يهدد عابرين الطرق وسكان الهجر والمدن، وبعث الطمأنينة في قلوب سكان الجزيرة العربية المترامية الأطراف بعد توحيدها... ومن هذا المنطلق، سار على نهجه أبناؤه البررة من بعده حتى وقتنا الراهن في ظل رعاية وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء حفظهم الله للوصول إلى طموحاتهم البناءة. ونحن إذ نزف أجمل التهاني والتبريكات لسموه الكريم بنيل شرف الثقة الملكية الغالية نقول وفق الله سموكم في المسؤوليات الجديدة وأيدكم بالتوفيق لما يحبه ويرضاه وهو نعم المولى والنصير.