تحولت أرصفة كورنيش القطيف والدمام إلى أماكن مخصصة لنوم العمالة الآسيوية، فما أن تحل ساعات منتصف الليل حتى تتحول أرصفة وممرات الكورنيش والحدائق المحيطة به إلى أسرة ينام عليها عدد من العمالة الآسيوية حتى توقظهم حرارة الشمس ولهيبها المتسلل بقوة نحو الأجساد المجهدة. وبدأت هذه الظاهرة على استحياء إلا أنها ازدادت بشكل واضح خلال الايام القليلة الأخيرة نتيجة الاجواء الربيعية بالمنطقة، وأصبحت أرصفة ومقاعد الكورنيش وأسفل الأشجار مناطق ملائمة لكي يستغلها هؤلاء النزلاء الآسيويون كملاذ لهم هروباً من غلاء أسعار المساكن الذي أصبح فوق طاقة الجميع لمن لا يوجد لديه سكن. وأصبح كثير من هؤلاء العمالة يحدد لنفسه مكانا يأوي إليه ويستلقي فيه للنوم كل ليلة إما تحت شجرة أو على مقعد من المقاعد الموجودة في المكان أو حتى على ممرات الرصيف وأصبح كل واحد يعرف مكانه ولا أحد يستطيع أن يتعدى على سريره من خلال العرف السائد بين هؤلاء العمالة. ولم يعد الأمر مقصورا على المقيمين الآسيويين فقط بل امتد الى بعض العمال من الجنسيات العربية الذين هربوا من تكدسهم داخل غرف ضيقة الى ارصفة الكورنيش والحدائق البسيطة المقامة حوله لاستخدامها في قضاء فترة الليل. وعلل عدد من هؤلاء سبب نومه على الكورنيش بعدم توافر البيئة الجيدة في سكنه للنوم، وقال آخر: ان السكن الذي اقيم فيه مع مجموعة كبيرة من العمال يقع في منطقة بعيدة عن عملي وهو في نفس الوقت قريب من الكورنيش ولذلك فإنني افضل النوم هنا حتى لا استغرق وقتا طويلا في الذهاب إلى مكان عملي او اتأخر في الوصول اليه في ظل عدم وجود سيارة لدي، مضيفاً هناك سبب آخر وهو الأهم فسكني ضيق جدا ولا توجد به تهوية ملائمة في الليل خاصة أن عدد المقيمين فيه يتجاوز ال 15 شخصا في غرفة صغيرة الحجم وبها دورة مياه واحدة مشتركة ولذلك فإن هناك معاناة كبيرة أمامنا في النوم وفي الإقامة وكذلك في استخدام الحمامات حيث يكون هناك تزاحم شديد على استخدام دورات المياه بشكل يومي الأمر الذي يتسبب لنا في التأخير عن الذهاب لأعمالنا او التعارك مع بعضنا البعض وحدوث مشاحنات يومية مع تزايد عدد وجنسيات العمالة. وأشار احد العمال الى انه يلجأ أحيانا الى النوم بجانب احدى الأشجار الموجودة في الحديقة المجاورة للكورنيش هربا من زحام السكن الذي يقيم فيه وقال: النوم على الكورنيش أكثر امانا من بعض الأماكن المفتوحة الأخرى لأن الدوريات تمر كل ليلة بشكل مستمر وهو أمر يجعل النائم في الحديقة المطلة على الكورنيش يشعر بأمان أكثر في المكان، أكثر من غيره خاصة الحدائق المتوارية عن الأنظار وسط الأحياء. وطالب المواطنون عبر «الرياض» بتحجيم هذه الحالات قبل ان تصبح ظاهرة ولا احد يستطيع التعامل معها في قادم الأيام، والسؤال الأهم أين دور الجهات ذات الاختصاص من امانة المنطقة ومكافحة التسول والجهات الأمنية مثل الجوازات من جهة، ودور ارباب العمل لهؤلاء العمالة من توفير سكن مناسب او محاسبتهم نتيجة غيابهم عن مساكنهم في ظل ازدياد الجريمة من جهة اخرى.