زار الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش متجراً بمدينة دالاس بولاية تكساس الأمريكية، لكن زيارته هذه تختلف عن كل زياراته السابقة لمثل هذه الأماكن، فجورج دبيليو بوش لم يعد رئيساً لأكبر وأعتى قوة في العالم، وإنما مواطن أمريكي، قد تلسعه نار الأزمة المالية العالمية، التي أبدع في إفساح المجال أمام سيلها الجارف ، من خلال سياساته المتهورة، التي اعتمدت على فلسفة الكاوبوي، حيث القوة والتسلط هما الميزان في السياسة البوشية، التي دفعت بالعالم نحو الاضطراب والفوضى البوشية الخلاقة. زيارة بوش لمتجر في مدينة دالاس الأمريكية أمر عادي لا يستحق التوقف عنده لولا أن صاحب هذا المتجر عرض على الرئيس الأمريكي السابق وظيفة في مكتب الاستقبال في المتجر! وعرض صاحب سلسلة متاجر "اليوتس اوتليتس" الوظيفة على بوش في رسالة نشرتها صحيفة بدالاس الشهر الماضي، حيث تجول بوش في المتجر لمدة ساعة وعلق على معطفه بطاقة زيارة مكتوب عليها حرف دابليو، وقد تبادل الحديث مع الزبائن واشترى بعض البضائع، من المكان الذي عرض عليه فيه وظيفة تبدو معقولة في ظل الازمة المالية العالمية التي ساهم في تفاقمها وتسريع وتيرتها. ولأن بوش معروف بالقدرة على الادارة ومعالجة الازمات فقد قدم صاحب المتجر المذكور حزمة من المغريات لسيد البيت الابيض السابق شملت تخفيضاًعلى مشترياته من المتاجر وتسهيلات تتعلق بوقوف سيارته، خاصة وأنه انتقل منذ مدة ليست بطويلة إلى بيت جديد في دالاس، وربما يحتاج للمساعدة. وكتب مدير متاجر اليوتس اوتليتس في الصحيفة قائلا لبوش: "إنني على ثقة من ان خبرتك في استقبال الضيوف الأجانب تجعلك مرشحاً ممتازاً لهذه الوظيفة! فيما وصفت الوظيفة التي عرضت عليه بانها ستكون لبعض الوقت مما يعطيه مجالاً للعمل في مكتبته الرئاسية والكتابة حول مدته الرئاسية، المليئة بالنجاحات وآخرها إغراق بلاده في آتون أزمة مالية ورثها لخليفته باراك أوباما، الذي وجد نفسه يحمل عبئاً ثقيلاً يمكن تسميته بتركة جورج دبيليو بوش. ولو اردنا استعراض ما قيل في بوش نستطيع ان نتلمس مدى النجاحات التي حققها في كل المجالات ولا سيما المجال الاقتصادي فعلى سيبل المثال يقول استطلاع اجرته منظمة الرأي العام العالمية التابعة لجامعة ميريلاند استطلاعاً عن الثقة في الرؤساء في 19 دولة، واستهدف هذا الاستطلاع التعرف على مدى ثقة الناس في عدد من رؤساء العالم. كان من أهم نتائج الاستطلاع أن جميع الرؤساء الذين تضمنهم الاستطلاع قد حصلوا على نسب متدنية من ثقة الناس، وهذا يعني أن الشعوب تحمل صورة ذهنية سيئة لكل رؤساء العالم. لكن من بين رؤساء العالم كان بوش هو أقل الرؤساء الذين تثق بهم الشعوب.. ويبدو أن هذا الاستطلاع يشكل حسماً للجدل بين المؤرخين الأمريكيين حول: من هو أسوأ رئيس في تاريخ الولاياتالمتحدة. لقد أوضح الاستطلاع أن 60% من الناس في 20 دولة لايثقون في مستر بوش، وبذلك يكون بوش قد حقق - كما يقول جيم لوب - إجماعاً عالمياً حول عدم الثقة به، وأنه أقل رؤساء العالم مصداقية. وبذلك يكون بوش قد شكل صورة سيئة لنفسه وللولايات المتحدةالأمريكية. يضيف جيم لوب ان عدم الثقة العالمية في بوش قد خلق فراغاً في القيادة على مستوى العالم، كما أن نتائج هذا الاستطلاع تؤكد ما توصل إليه استطلاع آخر أجراه مركز بيو، حيث أوضح أن الناس في 24 دولة لديها اتجاهات سلبية نحو جورج بوش خاصة في غرب أوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. كما اجمع عدد من المؤرخين على أن بوش هو أسوأ رئيس أمريكي، حيث تم إجراء استطلاع على 100 مؤرخ أمريكي حيث اتفق 70% من هؤلاء المؤرخين على أن بوش هو أسوأ رئيس أمريكي. اما بعد ما تقدم ، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل ينجح جورج دبليو بوش في وظيفته الجديدة المقترحة ام انه سيجر متاجر اليوتس اوتليتس في دالاس نحو الهاوية كما جر العالم والولاياتالمتحدةالامريكية خاصة نحو أسوأ الظروف التي عرفتها منذ عقود؟ وما لنا إلا أن نقول لصاحب متاجر اليوتس اوتليتس (حذار من هذا الرجل لأنه مجرب ولا يقود إلا إلى الكارثة، ولوكنت في مكان صاحب المتجر لعرضت على الرئيس السابق، وظيفة رئيس قسم الأحذية في نفس المتجر ومنحته رقم الموظف رقم 44 لما عرف عنه بالتصاقه بهذا الرقم!! *المدير الإقليمي لمكتب دبي