وكأننا لا نتعلم شيئاً ونبدأ من المربع الأول نبدأ من نقطة الصفر , وقد يكون ما قبل الصفر , بدأ تداول سهم اتحاد عذيب للاتصالات وهي تختص بالهاتف الثابت بكل خدماته , ونقيم بداية التداول للسهم الآن بعيدا عن تقييم السهم ما يستحق وما لا يستحق سعريا , فمن المبكر الحكم على سعر السهم كم يستحق , ومن أول يوم تداول الذي بدأ السبت الماضي تم تداول 98 مليون سهم بيوم واحد والذي طرح للاكتتاب فقد 30 مليون سهم , أي في اليوم الأول تم تداول ثلاثة أضعاف المطروح للتداول واليوم التالي الأحد تم تداول أيضا ثلاثة أضعاف عدد الأسهم المطروحة للتداول , وهذا يؤكد عمق أزمة السوق القاسية والمحبطة من مضاربي الطفرة الذين لازالوا يبحثون عن مجد مضى , ويبحثون عن ضحايا جدد وضخ دماء جديدة , وبحث عن أفراد جدد لكي يكونون الضحايا الجدد , تداول ثلاثة أضعاف السهم بأول يومي تداول , سيخرج من يقول المضاربة روح السوق ومتطلب إلى آخر ما يكرر , ونقول نعم وصحيح جدا , ولكن ما يمارس لدينا تجاوز كل حدود المعقول , لأن المضاربين الذين هم في كثير منهم ليس من صانعي السوق أو يدركون معنى أسواق مالية , إما عقاري سابق أو صاحب شركة سابق أو موظف سابق أو مدير محفظة بأحد القرى والهجر , وهذا حقه بالطبع فالسوق يستوعب كل شيء , ولكن الذي يخرج عن الإطار هو أن يتم البحث عن الربح والمنفعة بأي ثمن يتم , حتى في حال ضرر السوق حتى في حال غش الآخرين حتى في الاحتيال , لن يتوانى هؤلاء المضاربون ومن معهم عن منهج البحث عن الربح وخلق ظروف غير طبيعية وصحيحة لكي تخلق أجواء جاذبة ومصيدة للآخرين , وفعلا قام المضاربون بعملهم على أكمل وجه وبدأ تداول بكميات مضاعفة لما طرح , فكم تدويراً تم , وكم متداولا سيعلق بأسعار عالية ثم سيسأل أين هيئة سوق المال , ما يحدث باتحاد عذيب قانوني ما ظلت هيئة سوق المال لم تتخذ إجراء , ولكن الضحايا كم مائة ألف سيكونون , وكم عدد المستفيدين والذين قد يصل عددهم أصابع اليد الواحدة فقط !! تداول عذيب يقدم دليلا قطعيا بقناعتي أن الكثير مستعد للمغامرة في سبيل التعويض , وقد يعوض القليل على المدى القصير , ولكن في النهاية والدراسات والأبحاث وكل علم قد يؤكد من يستثمر بطريقة " صحيحة " خلال عشر سنوات بعملية شراء واحدة وبيع واحدة بعد عشر سنوات , هو أفضل من المضارب اليومي الذي أنهكه البيع والشراء بلا توقف , والربح ليس ماديا فالقياسات كثيرة ومتعددة , ما يحدث باتحاد عذيب الآن يؤكد بشكل راسخ الحاجة لاكتتابات جديدة ومستمرة لامتصاص مضاربي الفنادق والاستراحات , لأنهم أكبر عامل هدم وغش وتدليس في السوق لسبب بسيط أنهم انتهازيون والغاية لديهم تبرر الوسيلة , وأكرر المضاربة " الحميدة " مهمة لجذب الأموال للسوق والضخ المستمر , ولكن على هيئة سوق المال أن تكون حاضرة وموجودة , وقد تقول هذا عرض وطلب , ونقول الحاجة لتقسيم السوق مهمة جدا رغم رفض هيئة السوق المالية , وإلا كيف يستوى من عمره يوم ومن عمره عقود من السنوات بتداول وقطاع واحد بلا تفرقه؟ الواضح أننا نحتاج عقودا من الزمن لنصل لنقطة التوازن في السوق كمتداولين ومستثمرين ومشرعين ومتابعين وغيره الكثير, وكان الله في عون الضعيف .