كم نشعر بالفخر والاعتزاز حين تعلن ميزانية الدولة ويفوز التعليم فيها بنصيب الأسد، وكم نشعر بالغبطة ونحن نرى مشروع الملك عبدالله - خفظه الله - لتطوير التعليم العام يشق أعنان السماء معلنا أن تعليمنا ينطلق للعلياء. ولكن حيث نجد أنفسنا فجأة نتحول من الدوام الرسمي صباحاً إلى الفترة المسائية بسبب إخلاء المدرسة لأجل الترميم فإننا نصاب بخيبة أمل كبيرة. نعم هذه مشاعر منسوبات الثانوية 24 بالرياض مع بداية الفصل الدراسي الثاني هذا العام الذي باشرن فيه الدوام مساء في مبنى الثانوية 82.. ولا نعلم السر في عدم استئجار مبنى مناسب تنتقل إليه المدرسة.. ورغم أنه لم يؤخذ رأي المعلمات في ذلك فإننا سلمنا بل واستسلمنا للأمر وبدأنا الدوام تحت مظلة الخط الأحمر الذي يمتد سريعاً حين تعانق عقارب الساعة 12.45، وهو الوقت الذي تتعذر فيه المواصلات لتزامنه مع وقت صلاة الظهر وموعد الخروج من المدارس، ثم يبدأ الطابور والإذاعة الصباحية - عذراً المسائية - لتقف فيه من استطاعت أن تشق طريقها إلى باب المدرسة من بين سيارات مكتظة تقل الخارجات وأخرى تنزل القادمات.. ثم تنتظم الطالبات - بل بعضهن لكثرة المتأخرات والغائبات - على مقاعد الدراسة وأمامهن المعلمة التي عليها أن ترفع عقيرتها بكل قوتها أثناء الشرح كي تنافس أصوات المبكر التي لا زالت ترتفع بالنداء لخروج الطالبات.. ويمضي يوم دراسي بأربع حصص متتالية ثم فسحة الصلاة ثم ثلاث حصص ليخرج الجميع بعدها مع غروب الشمس ما عدا المناوبة، فالدوام في المدرسة له خطوط حمراء يمنع تجاوزها، أما الخروج فالخط الأخضر مفتوح دائماً حتى آخر طالبة، فربما هناك طالبة قد خرجت والدتها للسوق ووالدها ذهب للاستراحة - وهذا حدث فعلاً - فعلى المناوبة الانتظار ولعلها لم تنس أن توصي أبناءها بالنوم إذا تأخرت لتلتقي بهم في صباح اليوم التالي. هذا تقرير موجز ليوم دراسي في دوام مسائي بدأنا ولا زلنا نصارع أمواجه وسط تساؤلات كثيرة وإدارة سلبت صلاحياتها من أبسط الأمور، بل وكلفت المديرة بحضور اجتماع خارج المدرسة في هذه الفترة الحرجة، حتى حين نطالب بضم فصلين لمناسبة عدد الطالبات والتخفيف من أعباء المعلمات اللاتي تجاوزت أنصبة بعضهن العشرين حصة، فكأننا نطالب بضم ولايتين!! ولعل السؤال الذي يطرح نفسه: أين مشرفاتنا العزيزات اللاتي سرعان ما يبادرن بالحضور للمدرسة لتسليم لفت نظر أو التكليف بندب أو النظر في شكوى ضد موظفة أو للتأكد من خلو غرفة المعلمات من سجادة يجلسن عليها أثناء تناول الإفطار؟!! كنا نتمنى أن تبادر لجنة من المشرفات بترك مكاتبهن قليلاً ومباشرة الدوام من أول يوم في المدرسة ولمدة أسبوع على الأقل لمعايشة الوضع وكتابة تقارير واقعية والاستنارة بآراء المعلمات والطالبات للاستفادة من ذلك في حال تكرار مثل هذه التجربة!! ولكن للأسف حتى كتابة هذا الموضوع لم تقم أي مسؤولة بزيارة للمدرسة سوى إحدى المشرفات التي جاءت في الأسبوع الأول للنظر في أحوال الطالبات ولكنها اضطرت أمام تجمهر المعلمات للجلوس أمامهن وسماعهن وقد وعدت خيراً، ولكننا إلى الآن ونحن في الأسبوع الثالث لم نجد أي تغيير. وبناء على ما تقدم فإننا نلتمس من المسؤولين مشكورين تشكيل لجنة للنظر في الموضوع والاطلاع على سجلات الحضور والاحتياط وتأخير الطالبات والإجابة عن تساؤلات كثيرة حول ارتفاع الأنصبة والامتحانات والمناوبة وغيرها. آملين بأن نداءنا سيكون له أصداء عند الغيورين على العلم والتعليم في بلادنا العزيزة. * ثانوية 24