كشفت شركة اريكسون عن أن نسبة من يستخدمون خدمة البرودباند في المملكة والشرق الأوسط تعتبر ضئيلة جداً مقارنة بأكثر من 350 مليون مشترك في الخدمة على مستوى العالم، مشيرة إلى أنها تتطلع لنشر تقنية البرودباند في دول الشرق الأوسط. وذكرت اريكسون أن تأمين الدخول إلى نظام البرودباند يعد أولوية رئيسية للكثير من الحكومات والهيئات الدولية لما له من فوائد اقتصادية واجتماعية، حيث يعمل على تحسين الكثير من جوانب الحياة اليومية وذلك من خلال توفير وسيلة سريعة للوصول إلى الخدمات الصحية والتعليم والمعلومات والترفيه ودفع عجلة النمو الصناعي والتجاري بما يساهم في صنع مجتمع أكثر تواصلا وديناميكية. وأضافت "توصيل البرودباند يحمل تأثيرا كبيرا حتى لو كانت البداية على نطاق محدود وصغير، ففي جنوب إفريقيا أطلقت إحدى شركات الهواتف المتنقلة مشروعا يقوم بتزويد المناطق الريفية بوسيلة لاستخدام البرودباند المتنقل ذي السرعة الفائقة باعتمادِ نموذج مرخص ابتكاري تستخدم HSPA التي تدعمها اريكسون لتوصيلها للمناطق الريفية عبر سلسلة من أكشاك الإنترنت مما أدى إلى ارتفاع معدل النمو في تلك المناطق 280% وزيادة عدد المستخدمين الشهري 78% خلال 12 شهرا الماضية. وأشارت الشركة إلى أن HSPA تقدم اقتصاديات مذهلة باعتبارها جزءا من تكنولوجيا مجموعة GSM التي تخدم ما يربو على 2.5 مليار مشترك حول العالم، حيث يوجد 140 شبكة HSPA تعمل في العالم و 47 شبكة أخرى قيد التوزيع والانتشار، كما تغطي قاعدة التراكم للمشتركين في شبكات HSPA 800 مليون مشترك فيما يتوقع محللون وصول عدد المشتركين بنظام البرودباند إلى 1.8 بليون مشترك بحلول عام 2012 حول العالم و 1.2 مليار مشترك على الشبكات المتنقلة. وعلى هامش فعاليات مؤتمر المدن الذكية الذي أقيم مطلع العام الجاري في جامعة أم القرى بمكة المكرمة خلال ورشة عمل بعنوان "مبادرات محلية وعالمية في بناء المدن الذكية"، ألقى المهندس خالد عزت مدير حلول الشبكات في اريكسون، ورقة عمل تناول فيها الدور الهام الذي تلعبه تقنية البرودباند في تشكيل أسلوب الحياة في المدن الذكية وما لهذه التقنية من قوة على رفع المستوى الخدمي في كافة القطاعات سواء كان التعليم، الرعاية الصحية، الأعمال، الأمن وغير ذلك. وفي هذا السياق أكد المهندس خالد عزت سرعة اختراق تقنية البرودباند للسوق العالمية والمحلية كذلك، حيث يقتصر أغلب المستخدمين على استخدامهم للبرودباند من خلال الدخول على الإنترنت بواسطة أجهزة الكمبيوتر الشخصي أو الكمبيوتر المحمول، ولكن سرعان ما سينتشر استخدام هذه التقنية ليتعدى الأجهزة المذكورة إلى أن يصبح استخدامه متى وكيفما أردنا، وفي أي جهاز، سواء كان الهاتف المحمول أو التلفاز أو أي جهاز إلكتروني آخر، بمعنى آخر إن تقنية البرودباند ستصبح قريبا جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. من جهة أخرى قال رواد الاتصالات في مؤتمر ومعرض برشلونة MWC 2009 إن الضغوط الناتجة عن تداعيات الأزمة المالية لن توقف أو تبطئ تطور التكنولوجيا. وأجمع الرواد على ضرورة دعم الحكومات لتقنية البرودباند المتنقلة وذلك من خلال وضع خطط لاستثمارات مستقرة في هذا المجال. وأوضح السيد أليكساندر لزوسيموف رئيس مجلس إدارة GSMA والرئيس التنفيذي لشركة VimpelCom أن قطاع الاتصالات هو قطاع فريد من نوعه، حيث أنه سيستمر في النمو رغم ما تتجه إليه الامور في هذا الوقت العصيب مع هذه الازمة المالية العالمية. وقد حضر قمة GSMA أربعمائة رئيس تنفيذي في قطاع الاتصالات، وعدد من وزراء دول مختلفة في مؤتمر صحفي قاده السيد روب كونوي الرئيس التنفيذي لGSMA، والسيد كارل - هنريك سفانبرج، الرئيس التنفيذي لشركة اريكسون، والسيد جيفري ساشس، رئيس جمعية الأرض في جامعة كولمبيا، وغيرهم من الرواد في قطاع الاتصالات الذين أوضحوا كيف أن تقنية البرودباند المتنقلة ستقود عجلة تطور الاقتصاد. وقال السيد كارل-هنريك "إن بنية تقنية البرودباند اليوم تعادل في أهميتها بنية الطرق والمطارات"، مضيفا "إننا لا نرى تأثيرا قويا على هذا القطاع كما نشهده اليوم في قطاعات أخرى وذلك لأن الطلب على البرودباند المتنقل في ازدياد مستمر".