واصل المحامون الباكستانيون زحفهم نحو العاصمة الباكستانية إسلام آباد منطلقين من مدينة كراتشي عاصمة إقليم السند ومدينة كويته عاصمة إقليم بلوشستان الجنوب الغربي من باكستان للوصول بها إلى مدينة لاهور الأثرية بشرق باكستان ومن ثم التوجه بها إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد للاعتصام أمام البرلمان الاتحادي الباكستاني لإقناع حكومة الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري على إعادة قضاة المحكمة العليا الاتحادية برئاسة القاضي افتخار محمد شودري إلى مناصبهم وإعادة الهيكل القضائي على صورته التي كان عليها قبل فرض حالة الطوارئ في باكستان التي فرضها الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف في الثالث من نوفمبر عام 2007م للبقاء على السلطة لفترة أطول. من جانبها واصلت الأجهزة الحكومية عملية الاعتقالات بين صفوف المحامين والسياسيين، حيث تمكنت من القبض على العشرات من المحامين والسياسيين وتم إحالتهم للسجن، وذلك للتخفيف من حدة مسيرة المحامين، بينما أعلنت وزارة الداخلية الباكستانية ثلاث إجازات رسمية في باكستان ابتداءً من يوم 14 مارس وحتى 16 مارس الجاري وهو اليوم المقرر لوصول المسيرة إلى العاصمة، وأفادت شبكة "جنك" الإخبارية الباكستانية بأن الحكومة تفكر حالياً في فرض حظر التجول بشكل جزئي في العاصمة وخصوصاً في الأماكن التي يقصدها المحامون للاعتصام أي الطرق القريبة من مبنى البرلمان الاتحادي. هذا ولم يؤثر ذلك على سير المحامين، إذ تسعى حكومة الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري للبحث عن صيغة للتفاهم مع نواز شريف الذي يرفض التفاوض معها دون إعادة القضاة إلى مناصبهم. هذا وقد بدأت عملية تفتيش سيارات النقل العامة وتصوير المسافرين الداخلين إلى العاصمة للحد من تسلل بعض المحامين والسياسيين إلى العاصمة قبل فرض الحظر. واعلن مسؤول اميركي الخميس ان المسؤولين الاميركيين الكبار الذين يتابعون ملف باكستان حثوا شخصيا القادة في اسلام اباد وقادة المعارضة على تجنب حصول اعمال عنف وسط اضطراب سياسي متزايد في هذا البلد. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية روبرت وود للصحافيين "اردنا فقط التوضيح للجميع انه يجب ابقاء النشاط في باكستان سلميا وديموقراطيا. العنف هو امر لا نريده". واضاف وود ان الموفد الاميركي الى افغانستانوباكستان ريتشارد هولبروك اوضح هذه النقطة في اتصالات هاتفية اجراها الخميس مع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني. من جهتها حثت السفيرة الاميركية في باكستان آن باترسون على بذل جهود لتجنب العنف وذلك خلال لقائها في لاهور الاربعاء نواز شريف، ابرز زعيم للمعارضة.