القلق الذي يساور عائلة الابن ( المفقود) منذ 23عاماً هو الذي فتح باب «الاحتيال» ليدلف فيه بعض أصحاب الضمائر الميتة لاستنزاف هذه العائلة مادياً، فقد اكتوى «الأب» من كثرة الاتصالات الهاتفية التي ترد إليه من بعض المحتالين الذين يزعمون بالعثور على «الابن» ويمكن تسليمه للأب بمقابل مادي.. مثل هذه الاتصالات وكما أفاد بها والد الطفل «محمد» المفقود في الآونة الأخيرة، حيث يقول انه تلقى اتصالاً من أحد الأشخاص في اليمن يفيد فيه أن ابنه موجود لديه ويتمتع بالصحة والعافية ويريد مقابل تسليمه مبلغاً من المال فطلب منه البصمات الخاصة وبالفعل أرسلها ولكنه طلب منه مرة ثانية بزعم فقده الأول، ولكن الثانية كانت مختلفة تماماً وأيقنت أنه كان يريد أن يسرقني.. وهناك من أبلغني بأن «ابني موجود» في بيت زوجة أحد الأثرياء وأن هذه الزوجة تريد من أبني أن يكون وريثا لأموال زوجها نسبة لعدم إنجابها وحينما تحريت وجدت أنها قصة ملفقة !! الكثير من الروايات التي جاءت على لسان هذا «الأب» المكلوم عن «النصابين» الذين استغلوا لوعته على فقدان «الابن»، وقبل أن ندلف إلى المزيد من معاناة هذه الأسرة لا بد أن نعرف أن رحلة البحث عن هذا الابن المفقود، وكما يرويها والد الطفل عبد الله بن عبدالرحمن الزهراني بدأت منذ «23» عاما، حيث إن العائلة المكلومة والمكونة من الأب والأم والجد والطفلة التي كانت تبلغ من العمر وقتئذ سبعة أعوام والطفل المفقود الذي كان في شهره السابع قصدوا في تلك الليلة من شهر رمضان المبارك عام 1407ه الحرم المكي الشريف لأداء فريضة العمرة وتركوا الطفل الرضيع في أحضان أخته حتى يفرغوا من أداء الصلاة. وكانت الطامة الكبرى حينما قدمت امرأة في ذلك الوقت نحو الطفلة وخطفت منها أخاها «الطفل الرضيع» وتوارت عن الأعين في لحظات... وحينما عاد الأب من قسم الرجال فوجئ ان العائلة فقدت «الابن» وكان الظن يساورهم بأنه مع الوالد وهنا وقعت الكارثة وبدأت رحلة البحث المضني ولم ينته مشوارها حتى هذه اللحظة !!. وحسب إفادة الأب فإنهم ابلغوا رجال الشرطة في ذلك الوقت واستمروا في عملية البحث في صحن الحرم ومعهم بعض الأصدقاء والأقارب ولم يعودوا إلى منازلهم في تلك الليلة إلا بعد أن أنهكهم البحث والتفكير!!. ورغم مرور «23» عاما من ذلك الحدث المشؤوم فإن الأمل مازال يراود الأسرة في العثور على هذا الابن المفقود!!. وبينما كان الوالد عبد الله بن عبد الرحمن الزهراني يتمنى أن يدفن ابنه على يديه بدلا من هذا الضياع الذي اقلق مضاجعهم.. فإن الأخت التي قارب عمرها ال «30» عاما التي خُطف من بين يديها الطفل تذرف الدموع ليل نهار وتتوق إلى رؤية شقيقها أما الأم فإنها ومع تضرعها للمولى عز وجل أن يعيد لها فلذة كبدها فإنها تقضى الليل مكلومة وتقضي سحابة نهارها مفجوعة !! لا سيما وان العائلة لم تترك باباً إلا وطرقته في سبيل العثور على هذا الابن .. وأخيرا فقد لجأ الأب وإلى «الرياض» لنقل معاناته وعائلته، موضحاً أنه سمع عن وجود مركز للتصوير البحثي أو الجنائي في بعض الدول مثل كندا وأمريكا ومهمته تكمن في التعرف على أي شخص من خلال صورته القديمة ومهما طال الزمن.. ويريد أن يتعرف على حقيقة هذا المركز حتى يستعين به في العثور على الابن. مطالباً الأب المكلوم بنقل ابنه عبدالعزيز المعلم في ثانوية المنذر بن الزبير في الدمام للعمل في محافظة جدة لمساعدته في البحث عن ابنه المختطف بعد أن تجاوز به العمر.. وحاصره مرض القلب.