هُناك وخصوصاً في الولايات المتحدّة الأمريكية لا يكفي تهدئة السرعة عند الاقتراب من ممرات المشاة أو التقاطعات غير المشمولة بوسائل تحكّم ضوئية أو الخروج من شارع فرعي إلى رئيسي إذ لابد من التوقف التام عند خط الوقوف وإعطاء الأفضلية وهي للواصل أولاً في التقاطعات المتماثلة وللمشاة في حالة دخولهم منطقة العبور وللقادم من اليسار في حالة الدخول إلى شارع رئيس أو في الدوارات، والضابط في هذه الحالات لوحة صغيره ثمانيّة الأضلاع أرضيتها بلون أحمر مكتوب عليها عبارة قف بالعربي أو( STOP) بالانجليزي وللأفضلية لوحة مثلثة باللون الأصفر مكتوب عليها ( أعط الأفضلية). أما هُنا في بلادنا فالأمر مختلف تماماً إذ لا يوجد في أدبيات قيادة السيارات مفهوم الأفضلية فالشجاع والمتهور واللي (بايعها) هم الذين يعبرون أولاً حتى في حضرة العين الحمراء عند إشارة المرور الضوئية تجدهم إما يتجاهلونها ويمرقون كالسهام أو يتصدرون الصفوف تاركين المُنتظرين وإشارتهم خلفهم بتشكيلات سوريالية لا تجدها حتى في سوق الغنم..! في الدوارات غير المشمولة بوسائل تحكّم سوى (الفن والذوق والأخلاق) الداخل إلى حرم الدوار مفقود والخارج منه مولود والمحظوظ من يخرج من تلك المعركة بأقل الخسائر المُمكنة. حسناً دعوا الخلق للخالق ولننظر في حال علامات ولوحات المرور التحذيرية ،الإرشادية والتنظيمية وهي التي تُشكّل وسائل التحكّم على الطرقات وفي التقاطعات هل رأى أحد منكم علامة (قف) في أيّ من الشوارع الفرعية المتقاطعة مع شارع رئيس ؟؟ أو علامة إعطاء الأفضلية ؟؟ أو ما يدل على وجود مدارس تلك اللوحة التي طمسها بعض المتطرفين بحجّة وجود رسم لذوات الأرواح..! أو لوحة تحذّر من وجود مطب اصطناعي، أو لوحة تُحدد السرعة داخل المُدن ، أو...أو...أو؟ أرأيتم كيف تُغرّد بعض الأجهزة خارج السرب وتُطالب الناس بالتغريد القانوني وإلاّ فالعقوبات لمن يسأل عن غياب النوتة..! لاحظوا كيف يهجم من يخرج من شارع فرعي على من يسير في الشارع الرئيس،ماذا تسمون هذا السلوك، أليس هو النمط العدواني بكامل شروطه ؟؟ من الذي كرّسه؟؟ ألا تُعتبر مدارس تعليم القيادة المسؤول الأول ثم تأتي الأمانات والبلديات ثانياً وأجهزة الضبط النظامي ثالثاً؟؟ أيتها الأجهزة المعنية لا تلوموا الناس ولوموا أنفسكم على تلك الفوضى العارمة وبإمكانكم لو رغبتم إعادة الهدوء والسكينة للشارع المُضطرب.