اتفقت مصر والعراق على أهمية التعاون المشترك بينهما وقدرتهما على البدء في اطلاق مشروعات التعاون المشترك في المرحلة المقبلة. وأكد الجانبان ، في مستهل أعمال اللجنة المصرية – العراقية المشتركة أمس "الثلاثاء" برئاسة مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية السفير عبد الرحمن صلاح ووكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي في أول عودة للاطار المؤسسي للتعاون بين الجانبين منذ 20 عاما ، على ضرورة توفير الأمن الكافي لكافة المشروعات المشتركة التي ستقام لتكون حافزا لغيرها في المستقبل. وقال السفير عبد الرحمن صلاح في كلمته الافتتاحية لأعمال اللجنة إن هذه الاجتماعات تأتي ترجمة عملية للزيارة الهامة التي قام بها وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط لبغداد في أكتوبرالماضى، معربا عن الأمل في أن تكون فاتحة لتعاون واسع وعميق بين البلدين لخدمة الشعبين المصري والعراقي. وعبر عن ثقته في قدرة الجانبين خلال اجتماعات اللجنة على الانتهاء من التوافق على العديد من المشروعات التى يمكن إطلاقها فورا، وقال "إن مصر لم تكن أبدا بعيدة عن ما يجري بالعراق بل كانت دوما قريبة من مسرح الأحداث بالفعل والقول والرأي والمشورة وذلك بحكم انتمائها العربي وبحكم دورها بالمنطقة وما تتحمله من مسؤوليات تحتم عليها أن تضع مصلحة الشعب العراقي ومستقبله في دائرة اهتماماتها الأولى". وأشار إلى أن أبلغ دليل على ذلك أن مصر كانت من أولى الدول التي أعادت فتح بعثتها الدبلوماسية في العراق الجديد، وحتى قبل استعادة العراق سيادته الكاملة في يونيو 2004. من جانبه أكد وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي ، في كلمته أمام اللجنة ، أن هذا الاجتماع كان مقررا عقده في وقت سابق غير أنه تأجل جراء انشغال الدول العربية بالعدوان الاسرائيلي الهمجي على غزة، مشيدا بالدور المحوري والمهم لمصر في احتواء هذه الأزمة،مؤكدا على تقدير بلاده العميق للمواقف المتوازنة والحكيمة لمصر وحكومتها لوقف العدوان الاسرائيلي وسعيها الدؤوب لتحقيق التسوية الشاملة. وقال:إن هذا الاجتماع يأتي في إطار حرص الجانبين على دعم العلاقات الثنائية وذلك بمبادرة من الرئيسين حسني مبارك والعراقي جلال طالباني لتنمية علاقات البلدين في شتى المجالات"، ووجه الشكر للرئيس حسني مبارك على جهوده واستعداده لفتح قنوات التعاون مع العراق في كل المجالات. وجدد لبيد عباوي وكيل وزارة الخارجية العراقية الدعوة للدول العربية خاصة مصر بضرورة الحضور المكثف في جميع أوجه التعاون مع العراق والمساهمة بشكل فعال فى إعادة إعمار العراق في ظل استقرار وتحسن الوضع الأمني الذي دفع العديد من الشركات الأجنبية للدخول في الأسواق العراقية ، وذلك لمعرفتنا بقدرة مصر الكبيرة وتجربتها في الاستثمار والاعمار. وأكد أن العراق يفتح أبوابه لشركات القطاعين العام والخاص للاستثمار في كل المجالات ومن بينها البناء واستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة في العراق والتي يمكن للشركات المصرية المساهمة فيها في مجالات البنية التحتية كالاتصالات والاعمار والبناء والنفط والكهرباء.