يستنكف الغالبية منا عن مجرد تدليك ساقي شريك حياته من باب الحياء والخجل – فكيف إذا كان التدليك من نصيب وحش مفترس يصل وزنه إلى 248 كيلوغراما؟ لابد إذاً أن يكون حارس الصيد البريطاني ألكس لارنتي مخلوقاً من طينة أخرى؛ إنه لا يرى أدنى غضاضة في تدليك أرجل أسد يقع تحت دائرة إشرافه. لقد درج هذا البريطاني البالغ من العمر 50 عاماً على إخضاع الأسد جامو لجلسة تدليك لرجليه. في هذه الصورة من الواضح أن هذا الليث البالغ من العمر ثماني سنوات يشعر ببالغ الارتياح والامتنان. ويبدو جامو مستمتعاً أيما استمتاع بهذه الجلسة وهو في حالة استرخاء تام. تم أخذ هذه اللقطات في حديقة الأسود بالقرب من جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا قبل أسابيع قليلة من تعرض رجل للموت هرساً بعد أن اقتحم إحدى المحميات. أما لارتني، وهو أب لطفلين وقدم أصلاً من تشيبينغ نورتون في أوكسفوردشاير بالمملكة المتحدة، فقد أكد أن الأسد يثق فيه ثقةً مطلقة. وتحدث في هذا السياق قائلاً: "إن الصور تظهر كيف أنه يشعر بالراحة التامة معي. ولكي تثق بي يلزمك أن تتعرف على ما تقوم به أما علاقتنا فهي علاقة توثقت وتوطدت خلال السنوات الست الماضية. وعليه فإن جامو لا يدع أحداً يقربه أو يلمسه بنفس الطريقة التي أقوم بها." وأردف لارتني بقوله: "لدينا 75 أسداً في هذه الحديقة وأعرفها واحداً تلو الآخر وأعرف كلاً منها باسمه. ومع هذا فإن جامو نجم في حد ذاته. وفي حين أن تلك الأسود تعرفني فهي تشعر بنوع من الخجل بصورة أو أخرى. فهي لا تزال خطيرة على الناس الذين لا يعرفونها أو في الأوضاع التي يكون من غير المؤكد كيف ستكون حالتها فيها."أماط لارتني اللثام عن مأساة رجل محلي فقد حياته قبل أسابيع قليلة إثر اقتحامه الحديقة أثناء محاولته مواصلة مشواره. وصرح يقول: "اقتحم الرجل الحديقة لأن زملاءه في القبيلة تحدوه بأن يقتحم الأسود لكي يثبت شجاعته وجسارته فما كان منه إلا أن اخترق الأسوار الثلاثة ودخل لمسافة 150 متراً في الحديقة قبل أن تلحقه الأسود وتفتك به حيث ألفيت أسدين جاثمين فوق جثته في اليوم التالي. وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن الأسود غير المتوحشة بالكامل يمكنها أيضاً أن تكون ضارية وشرسة ومن شأنها أن تمثل تهديداً حقيقياً إذا لم تكن قد اعتادت عليك أو إذا كانت لا تعرفك." وأشار لارتني إلى أنه وجامي ظهرا سوياً في العديد من أفلام الحياة البرية التي تتطرق إلى سلوكيات الحيوانات المتوحشة في الحياة البرية. وتحدث فقال: "غالباً ما يرغب منتجو الأفلام في الاستعانة بالأسد جامو لأخذ لقطات لا يكون بمقدورهم الحصول عليها من الحياة الفطرية. وعلى هذا الأساس تلقى جامو تدريبه. ويستطيع الناس في بريطانيا أن يتعرفوا على جامو من البرنامج التلفزيوني الذي يتناول الحياة البرية والذي يتم عرضه على شاشة "آي تي في" حيث دأب جامو على الظهور في ذلك البرنامج بصفة منتظمة.".