يدخل الشباب في دوري أبطال آسيا بعد مشاركات عدة في هذه البطولة لم يكتب لها النجاح ولم يحقق فيها «الليث» الشبابي الانجازات التي يتطلع لها عشاقه وكل جماهير الكرة السعودية، وجاءت مشاركاته خجولة ولم تحقق النتائج التي يتطلع لها محبو الفريق «الأبيض» رغم أنه كان حقق بطولة كأس الكؤوس الآسيوية عام 2000 ولكن مشاركته هذه المرة تأتي في ظروف أفضل والفريق يعيش أفضل مواسمه على الإطلاق وتسود أروقة النادي العديد من علامات الاستقرار الفني والبدني والإداري إضافة إلى أن الفريق الشبابي يعيش في هذا الموسم موسما استثنائيا بفريق مرصع بالنجوم ويتواجد به لاعبون مؤثرون قادرون على قلب الطاولة في وجوه كل الفرق الآسيوية التي سيلتقونها في هذه البطولة القارية الكبرى بأمل الوصول لبطولة كأس العالم للأندية. وتبقى الجزئية المهمة بل الأكثر أهمية والمتعلقة بجماهير «الليث» في ضرورة العمل على المؤازرة والمساندة والتواجد المكثف والحضور الإيجابي في كل المباريات التي تقام في مدينة الرياض أمام الفرق المنافسة في هذه البطولة إذ إن الجماهير تمثل ملح المباريات وفاكهتها ولايعقل أن يلعب الفريق الشبابي على أرضه وهو غريب عنها ومن هنا يأتي دور الروابط الرياضية الشبابية للمشجعين من اجل التعبئة والإعداد والاستعداد حتى تكون المساندة قوية ومتكاملة لكي تساهم في شحذ همم اللاعبين وقيادتهم إلى الانتصارات. دفعة معنوية كبرى فقد الفريق الشبابي بطولة كأس ولي العهد أمام الهلال بهدف جاء في الرمق الأخير من الشوط الإضافي الثاني أي في الشوط الرابع من المباراة، وهذا يعني أن الفريق قدم مردوداً كبيراً، وكان في طريقه على ركلات الترجيح لولا الهدف المباغت الذي جاء في غفلة من الدفاع والحارس وليد عبد الله، ولكن فقدان الفريق لبطولة كأس ولي العهد لم تكن نهاية المطاف إذ أن الفريق لايزال يتواجد في معمعة بطولات الموسم فهو طرف ثابت في لقاء النهائي المرتقب لكأس الأمير فيصل بن فهد، والذي سيلتقي فيه بنظيره وجاره النصر بعد أن قطع الشبابيون مشواراً طويلاً محفوفاً بالمخاطر في الطريق إلى النهائي إذ سبق لهم أن فازوا على نجران بهدف أحرزه نجمهم يوسف السالم المنتقل من نادي القادسية ومن ثم فازوا على نجران مكرر بهدف للسعران وجاءوا لموقعة الوحدة فأسقطوها برباعية قاسية مقابل هدف واحد لفرسان مكة وكانت الأهداف بتوقيع من السعران ومعاذ وعبد العزيز اليوسف هدفين، وفي لقاء الهلال في نصف النهائي كانت الركلات الترجيحية حاضرة وهي التي ابتسمت للشبابيين 4 -2 ليصبح الفريق الشبابي وجها لوجه في مواجهة النصر في النهائي. هيكتور أعاد الروح بصورة غير مرضية من النواحي الفنية والتدريبية من خلال النتائج والعروض التي حققها الفريق في انطلاقة مشاركاته بدوري هذا الموسم مع طيب الذكر المدرب والذي لم يضف جديدا للفريق بل أنه قد سلبه كل الجماليات التي كان يتمتع بها لدرجة بات الجميع يشعرون معها بأن الفريق يلعب بلا هوية وبلا شخصية تميزه بين أقرانه فكان قرار الإقالة الذي اطاح بالمدرب بومبيدو ورمى به في قارعة الطريق ليأتي المدرب الأرجنتيني أنزو هيكتور وهو ليس غريبا على الفريق الشبابي فسبق له أن قاده وحقق معه نتائج إيجابية وبدأت بصمات هيكتور تظهر على خارطة الفريق الشبابي إذ عمل على إيجاد التوليفة المناسبة ودفع ببعض العناصر التي كانت غائبة عن المشاركة في عهد بومبيدو فكان أن تغير شكل الفريق إلى الأحسن وبات قادرا على مقارعة الكبار فكان أن حجز لنفسه مقاعد وثيرة في بطولات الموسم الكروية فهو وإن أخفق في المنافسة الشريفة على البطولة الأم دوري المحترفين السعودي إلا انه يجلس الآن على المركز الثالث منفردا وهو المركز الذي سيعطيه فرصة المشاركة في بطولة دوري أبطال آسيا مكرر في الموسم المقبل بجانب أن مركزه سيعطيه الفرصة في الفوز بالبطولة الأخيرة في الموسم وهي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين على جانب أن الفريق الشبابي كان طرفاً ثابتاً في نهائي كأس ولي العهد وهاهو طرف ثابت أيضا في نهائي كأس الأمير فيصل . أجانب مميزون وفق الشباب إلى حد كبير في التعاقد مع اللاعبين المحترفين الأجانب المتواجدين بصفوف الفريق الكروي الأول فالتمديد للاعب في قامة البرازيلي كماتشو صانع الألعاب الفنان واللاعب الإيجابي ليبقى مع الفريق لموسم ثانٍ ويتواجد بجانب كماتشو أبناء عطيف عبده واحمد وهما عنصران مؤثران في خارطة الفريق الشبابي كما وفق الشباب إلى حد كبير في التعاقد مع اللاعب القطري طلال البلوشي، والذي يعتبر إضافة حقيقية للشباب بأدائه الجاد وروحه القتالية ومستواه المتميز وهنالك المهاجم الكويتي أحمد عجب وهو كان إضافة هامة لخط الهجوم في ظل تواجد نجم في قامة ناصر الشمراني في خط المقدمة الشبابية وكون معه ثنائياً خطيراً سبب الكثير من الهلع لدفاعات الفرق المنافسة. مصدر الخوف وأكثر ما يقلق الشبابيين ويثير مخاوفهم وهم يتأهبون للدخول في معمعة التصفيات التمهيدية في البطولة الآسيوية هو ذلك الوهن والضعف الواضح في خط الدفاع الشبابي، وبخاصة في منطقة العمق التي يتواجد بها نايف القاضي وصالح صديق واللذين ورغم الخبرة الكبيرة التي يتمتعان بها إلا أنهما كثيرا مايقعان في أخطاء فادحة تكلف الفريق الكثير كما أنهما كثيرا مايتعرضان للبطاقات الحمراء فيفقد الفريق جهودهما في مباريات حساسة ومصيرية أضف إلى كل ذلك قلة خبرة الظهيرين حسن معاذ وعبد الله الشهيل وهو أمر يلقي بظلاله على شكل الدفاع الشبابي بصورة عامة فيظهر بمظهر أقل من باقي الخطوط الأخرى في خط الوسط الذي يعتبر هو أكثر خطوط الفريق انسجاما وعطاء وكذلك خط الهجوم الضارب وتواجد حارس دولي متميز فاهم لمتطلبات وظيفته ويتمتع باليقظة والثبات بين الخشبات ولديه قدرة فائقة على التقاط الكرات العكسية أمام مرماه كما انه أي الحارس وليد عبده يتميز بخاصية الشجاعة في مواجهة المهاجم المنفرد بمرماه والمدرب هيكتور مطالب بترتيب أوراق الدفاع الشبابي ومعالجة الأخطاء التي بات لاعبو الدفاع يقعون فيها من مباراة على أخرى. انطلاقة شبابية بالدوحة الفريق الشبابي سيفتتح مشواره الآسيوي في مدينة الدوحة عاصمة قطر بلقاء خليجي آسيوي يجمع بينه وبين مستضيفه الغرافة القطري في مباراة الافتتاح لفرق المجموعة الثانية ورغم أن المباراة الافتتاحية ستقام على أرض الفريق القطري في الدوحة الا أن فارق الإمكانات والخبرة والعناصرية ينصب لمصلحة الشباب الذي يتوقع أن يقوى على إسقاط فريق الغرافة القطري في عقر داره ويعود من هناك وهو متأبط النقاط الافتتاحية الثلاثة لكي تكون فيها دفعة معنوية كبيرة لمشواره في الدور التمهيدي للمسابقة قبل مواجهة فريق بيروزي الإيراني وهو فريق مرصع بالنجوم ويمتلك خبرات آسيوية كبيرة ومواجهته تحتاج إلى استعداد خاص ورؤية فنية متقدة من مدربه الأرجنتيني هانز هيكتور.