أصبحت الأيام المدرسية المفتوحة في مدارس التعليم العام للبنين أياماً (تنافسية - غرائبية-عشوائية). ففي احتفالات إحدى المدارس الابتدائية بيومها المفتوح قام المعلمون والإداريون بنحر (جزور) أمام طلبة المدرسة الصغار وطبخوه وتناولوا «لحمه اللذيذ» مع طلبتهم مع أنواع من الخضار والفواكه والمشروبات الساخنة والباردة ولتحتفل هذه المدرسة بيومها إعلامياً، بعنوان(نحر الجزورفرحة لن تنساها أبد الدهور). وفي الموقع الرسمي لإدارة التعليم التابعة لها المدرسة وتتداوله العديد من مواقع الانترنت المحلية والعالمية، وفي مدرسة أخرى أبدع معلموها بتميز آخر عندما نظموا مسابقة مدرسية في يومها المفتوح وخصص للفائز جائزة(خروف)سمين ولكن (الجائزة) لم تخرج من الباب الذي دخلت معه ولقيت حتفها لتصبح (طبخا وشواء)للمعلمين والطلبة وأولياء أمورهم. ومدارس أخرى تحولت أيامها المفتوحة لأيام استعراضية لأنواع الطيور والحيوانات الاليفة، وتحدث البعض عن تجارة ل (الصيصان) ونصب للخيام وإشعال للنيران ومسابقات رياضية وتنافسية واستعراض لأنواع الأكلات والمشروبات والرحلات التي ربما لاتخضع لضوابط أو تعليمات اولبرامج معدة وفق منظور تعليمي وتربوي. وعلى الرغم من أهمية المشاهدة الحية للطلاب لمظاهر الحياة، ومكوناتها. الأستاذ/عبد العزيز بن محمد المقبل أحد المهتمين بقضايا التعليم علق على احتفال المدرسة الابتدائية بنحر(الجزور) قائلا هذا الاحتفال تم مع الأسف الكبير بحضور أولياء أمور ومشرفين تربويين وتساءل المقبل من المسؤول الذي برر وسوغ لانتهاك الخصوصية بالدم أمام طفل لم يبدأ الاستيعاب الذهني بعد؟! أم هي ثقافة قد تقودنا لما قام به البعض من أعمال تجهيز للموتى في أول يوم دراسي لطفل صغير؟، أم هي دعوة مبطنة لتكوين نفسي يؤصل أن القسوة هي الأصل والرقة والرحمة والرأفة هي (النشاز)؟، أم هو غياب الرقيب واقتناص الفرص لقيادة النشء وفق توجهات معينة، متسائلاً: أين دور الأخصائي النفسي والاجتماعي عن تأثير(الذبح والدماء)نفسياً على أطفال أعمارهم بين(6-12)سنة، وماهي الرسالة التعليمية والتربوية المستهدفة التي أرادها المنظمون في مشهد الدماء المنسكبة في أرضية احتفال تعليمي ابتدائي وبين طلبته الصغار أم أن المدير والوكيل والمشرف (أبخص). وطالب المقبل وزارة التربية والتعليم التدخل لسن ضوابط وانظمه لاحتفالات الأيام المدرسية لتكون(فرائحية - تربوية - تعليمية - وطنية)تحمل مضامين وأهدافاً واضحة وذات تأثيرات ايجابية على عناصر العملية التعليمية لا ذات أثر سلبي واجتهادات فردية بعيدة عن الضوابط التربوية.