على وقع هتافات «بالروح بالدم نفديك يا بشير»، سار عشرات الآلاف من السودانيين أمس في تظاهرات عبروا فيها عن تأييدهم للرئيس عمر البشير الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف عن المحكمة الجنائية الدولية. وكانت جموع جديدة تتدفق الى العاصمة مع مغيب الشمس. «سير سير يا بشير»، واصل المتظاهرون هتافاتهم وبعضهم تعلو اصواتهم بالدعوة الى الجهاد ضد الولاياتالمتحدة. وأعلن السودان على لسان وزير الدولة للشوؤن الخارجية علي احمد كرتي «رفضه التام» لقرار الجنائية الدولية. واكد وزير العدل عبد الباسط سبدرات ان بلاده «لا تتعامل» مع المحكمة، لانه «لا اختصاص ولا ولاية لها» على السودان. ورفع المتظاهرون في الخرطوم صور الرئيس السوداني في حين قام بعضهم بالدوس على صور لمدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو. وكرر المتظاهرون «الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله»، ومعظمهم من الرجال الذين يرتدون الجلابية السودانية التقليدية، في حين تناوب السياسيون لالقاء كلمات من على شرفة مبنى حكومي في وسط العاصمة. وقال فخري عثمان لوكالة (فرانس برس) ان «مذكرة التوقيف دليل على ان الغرب يكيل بمكيالين». ومن المقرر تنظيم تظاهرات اخرى مؤيدة للبشير في مدن أخرى وبالقرب من السفارات الاميركية والفرنسية ومقار الاممالمتحدة. ودعت السفارات، وخصوصا البريطانية، رعاياها الى تخزين الماء ومواد تموينية تحسبا من اعلان حظر للتجول ولتفادي الاماكن العامة التي يزورها الاجانب عادة في الخرطوم، وحيث توجد مكاتب للمنظمات غير الحكومية الناشطة في السودان. كما أوصت الخارجية الاميركية رعاياها بتفادي السفر الى الخرطوم. ونبهت وزارة الخارجية الكندية مواطنيها من خطر التعرض لهجمات قد تهدد الاجانب في السودان. ودعت وزارة الخارجية الفرنسية الى تفادي الذهاب الى السودان. اما الفرنسيون الموجودون فيه، فطلبت منهم التحلي باكبر قدر من الحيطة والحذر. وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية السوداني علي احمد كرتي الاربعاء ان الرئيس عمر البشير سيحضر قمة الدوحة العربية ويقوم بمهامه وواجباته رغم صدور مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه. وقال الوزير السوداني قبيل انعقاد جلسة استثنائية لوزراء الخارجية العرب للخروج بموقف من مذكرة توقيف البشير، ان قرار المحكمة الجنائية «لن يكون له أي أثر على الرئيس السوداني الذي سيواصل مهامه بشكل طبيعي وسوف يسافر الى الدوحة لحضور القمة العربية» المقررة نهاية اذار/مارس الحالي. واكد الوزير السوداني في بيان وزع على الصحافيين «ان السودان ليؤكد من جديد موقفه الرافض للتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية، فالسودان ليس عضوا فيها وليس لها ولاية عليه». واعتبر اصدار مذكرة التوقيف «تعديا سافرا على سيادة السودان وتدخلا ماكرا في شؤونه الداخلية». وقررت السلطات السودانية أمس طرد حوالى عشر منظمات غير حكومية في غمرة اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف في حق الرئيس البشير. واعلن المسؤول عن منظمة ناشطة في شؤون المساعدات في دارفور لوكالة (فرانس برس) «ان حوالى عشر منظمات غير حكومية ستطرد». واوضح هذا المصدر «طلبوا منا مغادرة البلاد في غضون 24 ساعة». واضاف مسؤول في الاممالمتحدة رافضا الكشف عن هويته «سيتم طرد ما يصل الى عشر منظمات غير حكومية». واوضح مصدر اخر ستغادر منظمته السودان الا في حال عادت السلطات عن قرارها «ان المفوضية السودانية للشؤون الانسانية الغت رخصتنا». إلى ذلك، حذر الجيش السوداني من انه سيتعامل بحزم مع المتعاملين مع المحكمة الجنائية الدولية. وقال العميد الركن عثمان الاغبش، الناطق باسم القوات المسلحة ان «القوات المسلحة ستتعامل بالحسم مع كل من يتعامل مع ما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية ويتخذ منها منبرا للابتزاز السياسي وزعزعة الامن والاستقرار في البلاد». ونفى الاغبش في تصريح نقلته الاذاعة السودانية «ادعاءات» المدعي العام للمحكمة لويس مورينو اوكامبو «بضلوع ضباط القوات المسلحة في ارتكاب جرائم حرب في دارفور»، واشار الى ان «القوات المسلحة تعمل بمهنية واحترافية عالية وتملك من المؤسسات العدلية ما يمكنها من معاقبة كل من يخالف القانون».