بدأت أمس"الأحد" بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اجتماعات الدورة "131" لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين برئاسة السودان استعدادا للاجتماع الوزاري للمجلس المقرر عقده غدا "الثلاثاء" حيث يتم مناقشة مخلف القضايا المطروحة على الساحة العربية واعداد مشاريع القرارات الخاصة بالموضوعات المدرجة على جدول اعمال المجلس الوزاري والذي يتضمن 28 بندا. وأكد سفير السودان لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية رئيس الدورة السفير عبد المنعم مبروك، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال المجلس، صمود ووحدة السودان امام المؤامرات ومخططات المحكمة الجنائية الدولية التى لم تعد خافية على احد باعتبارها حلقة من حلقات التآمر المستمر على السودان باستهداف رأس الدولة فى أول سابقة من نوعها في التاريخ المعاصر . وقال مبروك: إن الجبهة السودانية الداخلية متماسكة وملتفة حول قيادتها التي تواجه كيد الأعداء ومخططاتهم الشريرة التي تستهدف تقويض أمن واستقرار ووحدة السودان الترابية ومكتسباته الوطنية وتهدد اتفاق السلام الشامل وجهود تحقيق السلام في دارفور وانجاز التحول الديمقراطي وإعاقة جهود التنمية ". وحيا جهود الدول العربية وجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقى ومنظمة المؤتمر الاسلامي وحركة عدم الانحياز وغيرها التي رفضت اتهامات المحكمة الجنائية الدولية للرئيس البشير . وأكد أن اي قرار تصدره المحكمة سينكسر حتما على صخرة الصمود والتماسك السوداني ودعم الاشقاء العرب والمسلمين والافارقة . واشاد بالمبادرة العربية الافريقية برئاسة قطر لتحقيق السلام في دارفور وبالتطورات الايجابية في العلاقات بين البحرين وايران . واعتبر أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين أمام قمة الكويت لتحقيق المصالحة العربية هي بمثابة بارقة أمل اضاءت "دياجير الظلام" . كما اشاد بالتطورات الايجابية الراهنة فى الساحة العربية وبالتقارب السعودي – السوري الذي يفتح صفحة جديدة في العلاقات العربية تفضي الى مصالحة عربية شاملة . ومن جانبه، حذر مندوب السعودية الدائم بالجامعة العربية رئيس الدورة السابقة السفير أحمد بن عبدالعزيز قطان من أن استمرار الخلافات العربية - العربية سوف يؤدى إلى كارثة على منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في القمة الاقتصادية بالكويت الاقتصادية والذي تضمن دعوة صادقة إلى ضرورة تجاوز الخلافات وتنقية الأجواء الملبدة بغيوم قاتمة السواد، يعد دلالة على الحرص على مصير الأمة والترفع عن أي خصومات أو خلافات حدثت في الماضي . وقال قطان: إن استمرار الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني سوف يؤدي إلى ضياع القضية الفلسطينية وتكريس الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة". واكد أن أهداف الأمة العربية لن تتحقق إلا من خلال العمل الجاد والمخلص وبنظرة مستقبلية ثاقبة هدفها مصالح الأمة العربية بعيدا عن أي مزايدات أو خلافات حصلت أو قد تحصل في وجهات النظر. وحول الوضع في العراق، أعرب قطان عن أمله أن تتطور وتتوسع العملية السياسية داخل العراق لتحقيق المصالحة الوطنية والشاملة بين جميع أبناء الشعب العراقي ، مؤكدا أهمية الامتناع عن التدخل فى شؤون العراق الداخلية، وأعرب عن بالغ القلق تجاه تواتر الانباء التي تشير إلى استمرار تقديم بعض الدول الدعم المادي والعسكري لبعض الميليشيات في انتهاك واضح لسيادة العراق ومحاولة مرفوضة لبسط النفوذ والهيمنة. وحول مشكلة انتشار أسلحة الدمار، قال قطان: إن المعالجة الفعالة الشاملة تتطلب التخلي عن ازدواجية المعايير والتأكيد على أهمية خلو منطقة الشرق الأوسط برمتها بما فيها منطقة الخليج من أسلحة الدمار الشامل مؤكدا انه من حق جميع الدول الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وهذا يتطلب اخذ تعهدات جدية إيران بالاحترام الكامل والدقيق لالتزاماتها بشأن منع انتشار أسلحة الدمار الشامل ، معربا عن أمله أن يظهر هذا الالتزام عمليا بما يكفل تحقيق نهاية سلمية وسريعة لمشكلة البرنامج النووى الإيراني على نحو يجنب المنطقة صراعات مدمرة وسباقات تسلح عبثية ومخاطر بيئية جدية. ويأتي في مقدمة الموضوعات المطروحة للنقاش على جدول اعمال الاجتماع التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي ومن بينها الوضع بالنسبة للدعم العربي المقرر شهريا للسلطة الفلسطينية والبالغ 55 مليون دولار خاصة فى ظل الأزمة المالية التى تعانى منها وعجزها عن دفع رواتب موظفيها والتطورات السياسية ومايتعلق بمبادرة السلام العربية، ودعم موازنة السلطة الوطنية الفلسطينية ، إضافة لمتابعة تطورات القدس والاستيطان والجدار والانتفاضة واللاجئين والاونروا والتنمية، فضلا عن استعراض التطورات الخاصة باوضاع الجولان السوري المحتل، والتضامن مع لبنان، وبحث مايهدد الامن المائي العربي وسرقة اسرائيل للمياه في الاراضي العربية المحتلة، والتعامل العربي مع ترشيح اسرائيل لعضوية مجلس الامن الدولي وعضوية هيئات ولجان اخرى في الاممالمتحدة.