وصف الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اتحاد المغرب العربي بأنه خيار لشعوب المنطقة وصمام أمان لها، مؤكدا أنه حتمية تاريخية وضرورة حيوية ومصيرية. واعتبر الرئيس التونسي في حديث نشرته امس الجمعة مجلة"المغرب الموحد" في عددها الأول الصادر بتونس، أن الأقطار المغاربية تواجه جميعها تحديات داخلية وخارجية،"وأنها لا تقدر على التعامل مع المتغيرات الدولية من موقع الفعل والمبادرة إلا وهي موحدة ومتضامنة". وتأسس اتحاد المغرب العربي في السابع عشر من فبراير/شباط 1989 ليكون تكتّلا اقتصاديا، وهو يتألف من خمس دول هي تونس والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا. وتعطلت مسيرة هذا الاتحاد منذ العام 1994،ولم تُعقد قمة لرؤساء دوله منذ ذلك التاريخ بسبب الخلافات بين الدول الأعضاء، وبشكل خاص الخلاف المغربي-الجزائري حول الصحراء الغربية. واعترف الرئيس ابن علي بأن مسيرة البناء المغاربي"تعرضت إلى شيء من التعثر نتيجة بعض العوامل الظرفية"، ولكنه اعتبر أن ذلك لا يجب ألا يحجب حقيقة الخطوات الكبيرة التي تم قطعها منذ إعلان قيام اتحاد المغرب العربي وفي مقدمتها الهياكل السياسية والمؤسسات التي وقع تركيزها في المجال. ودعا إلى تضافر الجهود من أجل إدخال المواثيق والاتفاقيات المغاربية حيز التنفيذ "حتى يقوم البناء المغاربي الموحد بأبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبشرية، ويتسنى الانتقال إلى طور جديد يُزال فيه القائم من الحواجز". وحذر من أن أي تأخير في استكمال بناء اتحاد المغرب العربي له كلفته على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ذلك أن استقرار الدول ومناعتها وازدهارها تتوقف إلى حد كبير على مدى اندماجها في محيطها. كما أن عدم بروز تكتل مغاربي قوي ومتماسك يحد من قدرة الدول المغاربية على مواجهة التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، ومن تأثيرها الإقليمي والدولي،باعتبار أن عدم الإندماج يضعف قدرتها التفاوضية مع بقية التكتلات الأخرى. أما بالنسبة إلى الكلفة الاقتصادية، فقد أشار الرئيس التونسي إلى أن غياب الاندماج الاقتصادي المغاربي يفوت علي دول المنطقة فرصة نمو سنوي في حدود 2%، إلى جانب بقاء نسبة المبادلات التجارية بين الدول المغاربية ضعيفة حيث لا تتجاوز حاليا 4% من مجموع المبادلات مع الخارج. يشار إلى أن مجلة "المغرب الموحد" التي صدر عددها امس اليوم ،هي فصلية مستقلة جامعة تصدر من تونس عن دار النشر للمغرب العربي،ويرأس هيئة تحريرها اسماعيل بولحية الأمين العام لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين التونسية المعارضة. وتعتبر فصلية "المغرب الموحد" المجلة الثانية التي ترخص لها السلطات التونسية خلال هذا الشهر،بعد مجلة"رؤى" الثقافية التي أصدرها الإعلامي والبرلماني التونسي رضا الملولي.