قابلتُ مسؤولين أهم مايميزهم وطنيتهم ونزاهتهم وعطاؤهم. بعضهم لايزال على رأس العمل وبعضهم غادر الموقع. ولأن المسؤوليات فيها تشريف بقدر مافيها تكليف فكثيرا ما تشرأب الأعناق وبالذات لدى من خدم هذا الوطن بجد وإخلاص واقتدار، وأصبح مؤهلا للقيادة عند أي تغيير متوقع. يُفاجأ أولئك المتحفزون بالتجاهل الكامل في عمليات التغيير المتكررة لكبار المسؤولين. بل إن بعضهم رأى من كان دونه وأقل منه تأهيلا يقفز المناصب قفزا. أو أن شخصا واحدا تسند له عدة مناصب وكأن هذا البلد يفتقر للطاقات المؤهلة. احتاروا أن يروا بعض من ثبت فشله بكل المعايير يركل إلى أعلى بينما يركلون هم إلى أسفل أو بخط أفقي. وهذا جعل كثيرا من المخلصين يتساءلون هل نحن مخطئون أم أننا لم نفهم آلية العمل؟ وهل طريقة فلان وعلان هي الطريقة الصحيحة؟! ثم يأتيهم الجواب من قريب: بل إنهم أناس يعرفون يصلون . ولو حاولنا الدخول إلى نفسيات المُتجاهَلين لوجدنا مشاعر محتدمة، هي خليط من إحباط وغضب واستغراب يؤدي إلى حالة فقد توازن نفسي نتج عنها ذلك السؤال المتكرر: هل نحن مخطئون وغيرنا على صواب. هنا أقول لهم مهلا يا أبناء الوطن! العبرة في فاعلية المسؤول ونجاحه في موقعه وليس في منصبه. إن النجاح في الدول يقاس بالنتائج وليس برضا جهة معينة: كم من مسؤول تعرفونه ترك بعد مغادرته المنصب شيئا يفتخر به أو يعود بالخير على الوطن والمواطنين. كم من مسؤول لم ينحن لضغوط إقليميته أو شلته أو أقربائه. كم منهم اتسم بالنزاهة؟ كم منهم اتسم بالشفافية؟ كم منهم يستطيع أن يقول أنا فوق الشبهات ومستعد للمساءلة؟ من الجواب على هذه الأسئلة يمكن استخلاص الجواب عن سؤالكم المتكرر. أنا هنا لا أحكم على التعيينات الجديدة فالزمن كاف للحكم ولكني أعالج حالة وطنية.