تحدثنا سابقاً عن التنظيم المروري والبلدي في حي البطحاء والذي يضم في جنباته أكثر من 15 ألف محل ومؤسسة وشركة يبلغ رأس مال هذه المحلات والمؤسسات والشركات أكثر من 20 مليار ريال ويتداول بها من البضائع يومياً بأكثر من 2 مليار ريال كما قال ل «الرياض» رجل الأعمال الأستاذ إبراهيم بن سعد السويد والذي رافقنا بجولاتنا في البطحاء لمعرفته بها وبكل ما تحتويه. «الرياض» اليوم تتطرق إلى موضوع هام وحيوي وهو الجانب الأمني في البطحاء وتصرف العمالة في أمور لا أخلاقية كثيرة كما سمعنا من عدد من الأشخاص الموجودين في البطحاء بشكل يومي حيث أن هناك عمالة تدير محلات فيديو وأشرطة دي في دي جنسية وتباع كما يقولون بعز الظهر بأسعار رخيصة جداً لا تتجاوز (7) ريالات. في البداية كانت الجولة بالسوق الخاص بالبنغالية كما يسمى وهو يقع في الجهة الجنوبية من كوبري البطحاء وهذا السوق إذا دخلت إليه ستجد نفسك داخل أعداد كبيرة من البشر تختلف عن لغتك وكأنك لست في قطعة من السعودية ولو نظرت إليهم لوجدت أعينهم ترقب حركتك وتصرفك فإذا رأوا ما يثير الشبهة فإنهم بلا تردد سيتابعونك في تصرفاتك وحركاتك حتى تخرج من السوق ثم يدعونك لحال سبيلك، في البداية يقول حسن اليامي وهو أحد السائقين للباصات هذه العمالة تتلاعب بالسوق وكأنها تعيش في بلادها فهم يتعرضون للنساء ويضايقونهن ومن حسن حظ أي امرأة أن تدخل أي سوق من أسواقهم وتخرج سليمة لأنهم سيتعرضون لها لا محالة وأضعف هذا التحرش هو الكلام البئيئ وخلال السنوات الماضية التي قضيتها هنا في السوق شاهدت نساء كثيرات يتعرضن للتحرش على أيدي مجموعة كبيرة من الجنسية البنغالية ولولا لطف الله ثم وجود السعوديين الذين يقومون بتخليص المرأة من بين أيديهم لحصل ما لا تحمد عقباه ثم هناك أمور أخرى تعملها هذه العمالة التي لا تخاف الله منهم إلا القليل وهو بيع الأشرطة الجنسية على العمالة أمثالهم وكذلك على الشباب الصغير بالسن حيث يبيعون هذه الأفلام وأشرطة السي دي بمبلغ يتراوح بين 5 - 20 ريالاً على حسب الطلب فأغلب هؤلاء العمال لا يحملون إقامات وهم قدموا للعمرة وتم نقلهم للرياض للعمل حيث يقوم أصحابه بإعطائه مبلغاً كرأس مال ويعمل بأي شيء المهم هو أن يحصل على الفلوس ولو بالحرام كما يقولون، المهم الفلوس فأنت أمامك أشهر معدودة وتغادر إلى بلدك وقد سألت أحدهم في إحدى المرات هل لديكم في بلدكم مثل هذا العمل فقال لا نستطيع أن نعمل هذه الأشياء في بلادنا لأن القانون صارم لدينا! تصور ذلك يعملون كل شيء في بلادنا ولا يستطيعون عمله في بلادهم والسبب معروف لأنهم أمنوا العقاب فأساءوا الأدب والله المستعان. أما مفلح القحطاني فيقول: إن هناك بعض السعوديين الذين باعوا أنفسهم لهذه العمالة حيث تجد أن السعودي يعمل لدى العامل الأجنبي بمبلغ بيسيط في سبيل أن يكون السعودي موجوداً والعامل هو المتصرف بكل شيء، فهذه العمالة عاثت فساداً في البطحاء ولا رادع لهم فالجوازات غائبة عنهم وعن تصرفاتهم الرعناء والجهات الأمنية الأخرى غائبة فلو حصل أن سعودياً دخل إلى أحد أسواق هذه العمالة وحصلت له مشكلة مع أحدهم، فالويل له فإن هناك جيشا منهم سيجتمع عليه وضربه اذا انتهى الأمر عند ذلك بل يتعداه أن يسلبوه كل ما لديه واذا ذهب للشكوى فلم؟ ثم من هم خصومه وأين هم فلديهم العيون التي ترقب الى داخل أسواقهم وإخبار الجميع بسرعة البرق لإزالة أي مخالفة أو تهمة تصيبهم. ومن مخالفاتهم التي لا تنتهي بيعهم للممنوعات بأنواعها ولهم أماكن يتجمعون بها لممارسة الأعمال اللا أخلاقية، حيث نشاهد في أيام الجمع نساء يحضرن بملابس سعودية وهن من جنسياتهم ويدخلن الى شقق مشبوهة وقد بلغت عن ذلك ولكن لا أحد أعارنا اهتمامه. ومن مخالفاتهم أيضاً سرقة شركة الاتصالات من خلال تمرير مكالمات لهم إلى دولهم عن طريق شركات الاتصالات في دولهم ورغم حرصهم الشديد، الا ان لديهم غباء كبيرا حينما يتعلق الموضوع بالمال فبإمكان أي شخص التلاعب بهم من خلال عرضه مبلغا كبيرا من المال عليهم وطلبه أي شيء فستراهم يقعون ثم إن لديهم خيانة لبعضهم البعض اذا ما رأى أحدهم أن حقه سلب فسيقوم بالإبلاغ عن اصدقائه، فهذه العمالة تسرق مقدرات البلاد وتتلاعب بشبابنا دون رادع وعلى المسؤولين التحرك بسرعة قبل وقوع الفأس بالرأس. حضر إلى مقر الجريدة محمد خليل مصري الجنسية ليحكي معاناته لنا بعد أن سمع أن الجريدة قامت بجولة في البطحاء لمعرفة مخالفات العمالة هناك يقول بحرقة عندما سمعت أنكم حضرتم إلى البطحاء وعملتم تحقيقاً عنها أردت أن أحضر اليكم لأحكي معاناتي التي وقعت أمام مرأى ومسمع الكثير من الناس وهذه المعاناة تتمثل في أنني أحد أيام الجمع ذهبت أنا وزوجتي البالغة من العمر 60 عاماً وابنتي التي تبلغ 16 عاماً للشراء من البطحاء تركتهما وذهبتا لوحدهما وأثناء ركوبهما سيارة الأجرة للذهاب للمنزل اعترضتهما مجموعة من العمالة البنغالية وقامت هذه المجموعة بشد ابنتي والإمساك بجسمها وجسم أمها العجوز ثم قاموا بدفع زوجتي على الأرض ومحاولة تجريدها من ملابسها وكل ما قام شخص بمحاولة انقاذهما قاموا بضربه، الا ان هناك مجموعة من الاخوة السعوديين جزاهم الله خيراً قاموا بعمل ساتر عليهما حتى أخرجوهما من الموقع والحمدلله ان سخر لهما هؤلاء الرجال وبعد ان وصلتا الى البيت كانت حالتهما النفسية سيئة جداً ذهبت اليوم الثاني الى الجهات المختصة الذين قالوا لي هل تعرفهم؟ فقلت لا فقالوا: كيف نخرجهم من بين الآلاف وأخبروني ان ذلك يقع بشكل أسبوعي ودون ان يقبض على أحد..! أما احمد الاشبيل وهو يمني فيقول: هل تصدق ان (10) محلات الى جوار بعضها سرقت جميعاً وخلال أيام متفرقة دون أن يتوصل إلى الجناة، فنحن محلات خياطة الى جوار بعضنا نفاجأ كل فترة أن أحد المحلات سرق مع أننا بلغنا ولكن لم يتم القبض على اي شخص..! اما علي سعيد صاحب محل فيقول: ان محلي سرق من داخله صندوق حديدي أضع فيه المال. تصور دخلوا الى المحل وسرقوه ووضعوه في سيارتهم وهربوا دون ان يمسك بهم أحد..! (معاناة رجال الهيئة) توجهنا بعد ذلك الى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالبطحاء للتعرف على مدى المعاناة التي تعترضهم مع هذه العمالة، حيث قال لنا مصدر مسؤول في الهيئة - رفض ذكر اسمه - ان المعاناة مستمرة، فأولى معاناتنا هي قلة العاملين في المركز الذين لا يستطيعون تغطية المنطقة كاملة ويحاولون بذل جهدهم من أجل القضاء على كثير من المشاكل التي لا تنقطع وبشكل يومي فنحن يومياً نقبض على عدد من العمالة التي تقوم ببيع أشياء ممنوعة، فهناك بيع البطاقات المشفرة للقنوات الخليعة وهناك بيع الافلام الخليعة وبيع المسكرات وكذلك قبضنا على بنجلاديشي يبيع حبوب الكبتاجون وأغلب من نقبض عليهم من دون إقامات. ويضيف المصدر: تصور أننا قبضنا على عامل يبيع أفلاما خليعة وعندما سألناه عن كفيله أجاب بأن كفيله هو من قال له اذهب للبحث عن عمل تصور أنه يقول أنني أعمل ببيع هذه الأشرطة من 8 أشهر استطعت من خلالها جمع مبلغ يوازي ما جمعته خلال 10 سنوات ماضية من عمل في السعودية وأصبحت المسألة لدى هذه العمالة جمع المال فقط ثم هناك معاكسة النساء ومضايقتهن، حيث تلقينا العديد من البلاغات عن تجمع عمالة بأعداد كبيرة ضد إحدى النساء ومحاولة اغتصابهن ولولا لطف الله لقضي عليهن بل إن إجرامهم وصل الى حد لا يستهان به، حيث قاموا بتصوير رجال الهيئة دون علمهم وتوزيع هذه الصورة بشكل كبير على العمالة التي تشتغل في السوق حتى اذا ما جاء رجال الهيئة يعرفونهم ويأخذون احتياطاتهم منهم..!