لم أكمل أكثر من 30 ساعة في مدينة حائل عندما زرتها للمرة الأولى يوم الخميس الماضي. سمعت الكثيرعن جمال تلك المدينة وكرم أهلها، وما شاهدته هناك لم يزد ما سمعت إلا تأكيداً وترسيخاً. سعدت بزيارة ناديها الأدبي وحضور بعض فعاليات مهرجان الصحراء الجميل في منتزه المغواة الترفيهي، فشاهدت اللوحات التشكيلية والصور الفوتغرافية المنتشرة هنا وهناك ووقفت على مسرحية ترويحية في الهواء الطلق حضرها الرجال والنساء والأطفال وضحكوا معها، كما استمعت للأهازيج والأناشيد التي بثتها مكبرات الصوت ونحن نتنقل بين جنبات الركن التراثي أو نشاهد الأطفال وقد اصطفوا ليتم تصويرهم في ركن تصوير الأطفال. لكن ما جذب اهتمامي أكثر من غيره هو مشاهدتي لعدد من الزوار أمام بوابة المعرض يمتطون حافلة متوقفة وقد زينت جنباتها برسومات لأغلفة كتب ثقافية ويقرأ بخط واضح وكبير عليها عبارة "المكتبة المتنقلة". المكتبة المتنقلة هي حافلة يدخلها الشخص ليتجول فيها بين أرفف وضعت عليها مجموعات من الكتب بشكل أنيق، وتهدف المكتبة إلى أن تقترب بشكل أكبر من القراء عبر زيارتهم في أحيائهم السكنية ومدارسهم ليتمكنوا من شراء الكتب والدوريات وكتيبات الأطفال المصورة بأسعار مخفضة أو رمزية. الفكرة رغم روعتها لم تكن جديدة عليَّ، فقد شاهدت ما تقوم به شركة أرامكو من مشروع مشابه منذ عقود، ولكني برؤيتها في حائل علمت أن تطبيقها لتغطي مناطق المملكة كلها أمر ممكن إذا آمن المسؤول بأهمية الأمر. أعتقد أننا يجب أن نوصل الكتاب للناس إذا لم يأتوا هم إليه، فكوننا لا نذهب للمكتبات لا يعني أننا لن نقرأ الكتاب الذي يأتي إلينا.