فاصلة : (( يمكننا أن نحترز من كل النكبات إلا تلك التي نجرها شخصياً إلى أنفسنا )) حكمة صينية - عندما قررت أن أخصص زاوية يوم الأربعاء لتدوين يوميات المبتعثة لم أقصد أن تكون يومياتي الخاصة بل وددت أن أتحدث عن حياة المبتعث والمبتعثة ،ذلك لأنني لا أستطيع أن أنفصل ككاتبة عن حياتي التي أعيش فإن لم أخصص يوماً واحداً لحياتي كمبتعثة فسوف تكون كل مقالات الزاوية الأسبوعية عن بلدي التي أعيش فيها والغربة وفي هذا ظلم للقارئ وللمساحة التي هي ملك له. لكني لم أتوقع أن تواجهني هذه اليوميات بالحقيقة المرة بأنني لا أستطيع أن أقول ما أود قوله دون أن أشعر بالقلق لم أتوقع أن يفهم البعض أن حديثي عن معاناة الغربة هو تذمر وشكوى وان عليّ أن أمجد حياة الابتعاث، لأن البعثة كنز على رؤوس المبتعثين لا يراه إلا الذين لم يحصلوا عليها . والله يشهد أن بعض ما أكتب لا يمت لي بصلة بل هو صوت المبتعث ولو تحدثت عن ظروفي فلن يكون سوى رضا بنعم الله الكثيرة عليّ . ويشهد الله أنني لم أستغل يوماً قلمي لقضاء حاجاتي الدنيوية وان طريقي إلى البعثة لم يكن مفروشاً بالورود . "يوميات مبتعثة" تجربة 24 مقالة لا أعرف إن كنت نجحت فيها أم فشلت لكنني في الحالتين أحسست أنني كسبت قراء لم يكونوا ليعرفوني لو لم أكتب هذه المقالة لذلك أرجو أن أعرف جدوى أن أستمر أو أسدل الستار على هذه اليوميات لأرتاح وأريح البعض التي يجدونها شكوى وتذمراً وهي صفة لا تشبهني ولا تشبه قلمي .