أعلنت إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة عن إطلاق «مدينة دبي للاستوديوهات «، أحدث أعضاء شركة «دبي القابضة»، وذلك في إطار السعي نحو تطوير البنية الأساسية المقدمة لمجتمع العمل السينمائي والتلفزيوني وتنويع الخيارات الممنوحة لمؤسساتهما بما يرسخ مكانة دبي ودولة الإمارات كموقع رائد للعمل الإعلامي إقليمياً ودولياً ارتكازاً على مجموعة من المشروعات النوعية القادرة على توفير قيمة مضافة حقيقية. ومن المنتظر أن يخدم المشروع الذي أطلقته مدينة دبي للإعلام في منح صناعة السينما الفرصة المناسبة للنمو محلياً وإقليميا، كما يخدم في دعم قطاعي العمل التلفزيوني والإنتاج الموسيقي ليس فقط على مستوى الدولة ولكن على مستوى المنطقة بأسرها، بما يفتحه المشروع من آفاق جديدة للإبداع وما يطرحه من مكونات تساعد المؤسسات المتخصصة والكوادر الفنية المختلفة على رصد فرص جديدة لتطوير أعمالهم وتنميتها انطلاقا من دبي. ويأتي مشروع «مدينة دبي للاستديوهات» كعنصر مكمل جديد يدعم خطط دبي الطموحة التي لا تسعى فقط إلى تعزيز مكانتها كمركز محوري للعمل الإعلامي، وإنما تستهدف أيضاً إيجاد مكانة لها كمهد لانطلاق صناعة سينما خليجية وإقليمية قادرة على المنافسة وذات مستوى انتاج راق عبر توفير كافة المقومات اللازمة لتحقيق النهضة المنشودة في مجال العمل السينمائي ضمن منظومة عمل بدأتها دبي بإطلاق مهرجان دبي السينمائي الدولي في نهاية العام 2004. و يهدف مشروع «مدينة دبي للاستديوهات» إلى استقطاب جزء من صناعة السينما العالمية التي يبلغ معدل نموها السنوي حوالي 6,3٪ ويقدر حجمها بحوالي 65 مليار دولار وهو الحجم الذي من المتوقع أن يصل إلى 87,6 مليار دولار بنهاية العام 2007، في الوقت الذي تشير فيه الدراسات إلى أن 22,6 مليار من إجمالي هذه الصناعة خلال العام 2007 سيكون مصدره منطقة أوروبا والشرق الأوسط وشبه القارة الهندية. وفي سياق العمل على توفير كل المقومات الكفيلة بدعم صناعة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني والموسيقي عبر بوابة «مدينة دبي للاستديوهات»، ستعمل إدارة المدينة على توفير كافة الخدمات التي قد يحتاج إليها شركاؤها من المؤسسات العاملة في المجالات الثلاثة مما سيساعد على إثبات جدارة دبي لكي تكون نقطة انطلاق واعدة لصناعة إعلامية راقية على المستويين الإقليمي والعالمي. و ستخدم مدينة دبي للاستديوهات كنقطة مركزية موحدة لإنهاء التراخيص والمعاملات الحكومية، مع تيسير إجراءات استصدار تأشيرات السفر والإقامة وإنهائها خلال فترات وجيزة بما سيسهل عملية استقدام أطقم العمل المتخصصة، في حين ستسمح قواعد العمل المرنة للشركات المنتجة بالاستعانة بالكوادر الحرة العاملة لحسابها الخاص على أساس التعاقد المؤقت لكل عمل وفقا لاحتياجاته، ومن بين مكونات «مدينة دبي للاستديوهات» سيتم إنشاء «مركز الإنتاج التلفزيوني» الذي صمم ليضم مجموعة متنوعة من المساحات المكتبية وخدمات ما بعد المونتاج إضافة إلى مركز للإعلامين المستقلين العاملين لحسابهم الشخصي. و قد جاء إطلاق مشروع «مدينة دبي للاستديوهات» في أعقاب النمو الكبير الذي شهده قطاع العمل التلفزيوني في مدينة دبي للإعلام خلال السنوات الماضية والذي بلغ أوجه خلال العام 2004، حيث وصل عدد الطلبات التي تلقتها المدينة لتأسيس محطات تلفزيونية بها إلى أكثر من 95 طلباً من قنوات عربية وإقليمية. ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى من «مدينة دبي للاستديوهات» خلال الربع الأول من عام 2006، في حين ستصل المساحة الإجمالية للمشروع إلى 21 مليون قدم مربع تقع ضمن نطاق مشروع «دبي لاند»، حيث ستتضمن المدينة العديد من الخيارات التي تلبي احتياجات العاملين وتنوع مصادر القيمة المضافة المقدمة لهم على المستويين الاحترافي والشخصي. ويعتبر الموقع الجغرافي لمدينة دبي للاستديوهات واحداً من بين المميزات الأخرى التي ستجعل من المدينة نقطة التقاء مثالية لشركات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي، مع ما يوفره مشروع «دبي لاند» من مواقع رائعة للتصوير من خلال مبادراته المختلفة ومنها على سبيل المثال مدينة دبي الرياضية ومشروع «وسط المدينة» وغيرها من المشروعات الترفيهية والسياحية الفريدة. ومع استهداف المشروع لاستقطاب المؤسسات العالمية والإقليمية العاملة في مجالي صناعة السينما والإنتاج التلفزيوني، ستعنى «مدينة دبي للاستديوهات» بجذب شركات الأنشطة والخدمات المكملة لهذين المجالين مثل شركات خدمات ما بعد الإنتاج والتي يتضمن نشاطها عمليات المونتاج والمكساج والدوبلاج إضافة إلى استديوهات الرسوم المتحركة واستديوهات التسجيل الصوتي. كما ستضم المدينة العديد من الأنشطة المشتركة بين مجالي العمل السينمائي والتلفزيوني مثل وكالات تصميم الملابس والديكور والإكسسوارات والشركات المتخصصة في توفير الممثلين وأيضا معامل التحميض والطباعة ومعامل التيليسين وشركات تصميم المسارح ومواقع العروض وتجهيزاتها وشركات التجهيزات الإلكترونية مثل أجهزة الصوت والكاميرات وأجهزة الخدع البصرية. يشمل المشروع أيضا «مجمع الاستديوهات» حيث ستوفر المدينةالجديدة من خلال هذا المجمع نخبة من البدائل التي تتناسب مع الاحتياجات المتنوعة مثل الأبنية سابقة التشييد المصممة وفق أرقى المعايير العالمية لمواءمة عمليات التصوير والإنتاج، واستديوهات التسجيل الصوتي وأيضا استديوهات التسجيل الموسيقي، حيث يعتبر قطاع الإنتاج الموسيقي من القطاعات الهامة التي سيركز عليها المشروع. وضمن الخيارات التي ستتوافر من خلال مدينة دبي للاستديوهات، مساحات أراض مختلفة سيتم تأجيرها على أساس عقود طويلة الأمد بما يسمح لمؤسسات وشركات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي الراغبة في الانضمام إلى المشروع ببناء استديوهاتها الخاصة وفقاً لما تراه موائما لأنشطتها واحتياجاتها. وإلى جانب الاستديوهات ومواقع التصوير المفتوحة ستشمل المدينة أيضاً معاهد وأكاديميات متخصصة في مجال الدراسات السينمائية من أجل توفير الكوادر اللازمة لتنمية مجالي العمل السينمائي والتلفزيوني،الأمر الذي يمثل عنصر دعم إضافي للمؤسسات العاملة بالمدينة، والتي سيتوافر لها إمكانية الحصول على المهارات والمواهب التي تحتاج إليها بشكل سريع ومباشر، إضافة إلى النفع الذي ستقدمه تلك المعاهد العلمية من فائدة لقطاع محترفي العمل السينمائي والتلفزيوني على امتداد المنطقة. ومع عملها تحت مظلة منطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والإعلام، تقدم «مدينة دبي للاستديوهات» مجموعة مميزات اقتصادية مثل حرية تملك المشروعات بنسبة 100٪ والإعفاء الكامل من الضرائب بكافة أشكالها والإعفاء من الرسوم الجمركية وحرية حركة رأس المال والعائدات والأرباح حرية كاملة.