كثيرون من مستخدمي شبكة الانترنت استخدموا موسوعة "ويكيبيديا" التي تحتل اليوم موقعا متقدما في قائمة المواقع الأكثر زيارة في أكثر من 150 لغة عالمية على شبكة الانترنت. هذه الخدمة العالمية المجانية قدمت لمستخدمي الانترنت الفرصة للمشاركة التحريرية المفتوحة بكل لغات العالم تقريبا بعد أن بدأتها مجموعة "Wikimedia Foundation " أوائل عام 2001 باللغة الانجليزية. وبعد هذه السنوات وإقبال المستخدمين عليها حققت فكرة الويكي معادلة جاذبية المعلومات المختصرة والشاملة التي تتشارك في وضعها الجماهير الالكترونية لتنطلق منها المشاريع والأفكار المرتبطة حتى باتت اليوم منظومة تقنية واتجاها معلوماتيا حرا يتضمن خدمات البحث والصور والأخبار والعناوين وقواميس الكلمات والعبارات في معظم اللغات الحية. وتحاول المجموعة من خلال مشروع "ويكيبيديا" تحديدا بناء موسوعات معلوماتية حرة بكل لغات العالم وقد خطى المشروع خطوات مهمة في بناء هذا المحتوى الضخم المتشكل من معظم اللغات العالمية الذي تتربّع اللغة الانجليزية على صدارته تليها اللغة الألمانية ثم الفرنسية في حين يتواضع حجم المحتوى باللغة العربية إلى المرتبة 27 يليه مباشرة المحتوى المكتوب باللغة العبرية. و صوب ذات الهدف تقدم مجموعة "ويكيميدا" أيضا فرصة بناء قواميس ومعاجم عالمية – وبكل أسف- تظهر صورة اللغة العربيّة فيه في اضعف حالاتها كمّا وكيفا. ولا مزيد من القول الحزين عن وضع المحتوى العربي في قسم "ويكي الاقتباس" wikiquoteالمخصص لتخزين وعرض الاقتباسات والحكم البليغة المأخوذة عن البلغاء والخطباء والقادة المشهورين على الرغم من أننا امة تجيد صناعة "الكلام" وكنا نعلّق في الماضي أعذب الشعر وأكذبه على "أستار الكعبة" وها نحن في الحاضر نخصص لكل عشرة من الشعراء ومن تبعهم من الغاوين فضائية صداحة ونرصد لشاعر المليون ناقة "ألمانية" فارهة وندعو باسم كل هؤلاء الصاخبين كل غرّ لترك مقاعد الدراسة والتلوي بكلام لا تفهمه إلا عقول القبيلة ليظهر بعدها فتانا "الجهبذ" نجما يقاتل طواحين الهواء في قنوات لا تتغذى إلا على العنصرية . وعلى الرغم من أن مؤسسة "ويكي ميديا" وفرت بيئة الكترونية مرنة إلا أن النص العربي يصر على الحضور الضعيف في حجمه علاوة على سلبيات حماس بعض المستخدمين العرب المشاركين في بناء المحتوى دون مراعاة القواعد المنهجية للنقل والاقتباس ناهيك عن علل الهوى والتعصب في بعض النقولات والتفسيرات الواردة باللغة العربية جراء "عدم حيادية" بعض المشاركين العرب المشاركين في بناء محتوى المشروع. و على ما في هذه الوجود العربي من سلبيات إلا أن مؤسسة "ويكي ميدا" توضح أن اللغة العربية مرحب بها علما بأن هناك مشروعين "للمؤسسة" ليس لديهما نسخة عربية وهما "ويكي الجامعة" wikiversity "وويكي الأطفال"أضف إلى ذلك فقر الكتب العربية الشديد في قسم wikibooks وكلنا أمل في الحماس الانترنتي العربي لعله يتجه ايجابيا نحو بناء الموسوعات والقواميس وإثراء المحتوى العربي عبر هذه الخدمة العالمية الفريدة. ويأتي الترحيب باللغة العربية صريحا على لسان "Jimmy Wales" مؤسس "ويكيبيدا" في رسالة الفيديو التي تتصدر موقع المشروع، وهذه دعوة مهمة للمستخدم العربي من رجل قدّم لمجتمع الانترنت اكبر موسوعة عالمية ظهرت حتى الآن ما جعله يستحق أن تضعه مجلة "تايم" ضمن قائمة أكثر الأشخاص تأثيرا في العالم World's most influential people، وبعد ... هل سألتا أنفسنا كيف يمكن أن نساهم بايجابية في بناء محتوى "ويكميديا" العربي؟ مسارات قال ومضى: مأساة أن يكون ثمن المكان (انحناءه ) ومصيبة أن تجد عزيز نفس يمدّ (إناءه).