عندما قال الدكتور عبدالله العثمان مدير جامعة الملك السعود بأنهم يخططون لان تكون 30 بالمائة من ميزانية الجامعة من مواردها الذاتية كان يثق تماما أن الجامعة تخطو خطوات جادة في شراكة أصيلة مع القطاع الخاص لتأمين هذه النسبة بل أن الرجل كان يهدف لأبعد من ذلك من خلال التخطيط الذي اتضح لاحقا أن الجامعة تسعى لان يستفيد خريجيها من الفرص الوظيفية الكبيرة التي توفرها مثل هذه الشراكات وهو ما يؤكد المقولة التي ظل يرددها كثير من الناس أخيرا وفحواها أن جامعة الملك سعود (ليست مجرد جامعة) خاصة بعد الطفرة الكبيرة التي حققتها زيارة خادم الحرمين الأخيرة والتي افتتح من خلالها ووضع حجر الأساس لأكثر من مشروع استراتيجي، وعكست مذكرة التفاهم التي وقعتها الجامعة أخيرا مع كل من وزارة البترول والثروة المعدنية والشركة السعودية الأساسية (سابك) التي تمخضت عن (مركز سابك لتطوير التطبيقات البلاستيكية) نجاح إستراتيجية الجامعة وسابك في هذا الاتجاه، حيث يرى كثيرون أن هذا المركز الذي تقرر إنشاؤه في وادي التقنية بالجامعة بتكلفة 375 مليون ريال سيكون له دور مهم في خطط تطوير التطبيقات البلاستيكية المتخصصة والمتقدمة التي تشمل مجالات صناعية يقوم على تطويرها البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية وإقامة صناعات عديدة أخرى. توظيف 100 باحث يتيح المركز للجامعة إمكانية توظيف 100 باحث من المتخصصين والفنيين المتميزين كما يسهم في زيادة التوجه العلمي في الجامعات والمصنعين النهائيين في مجال صناعات البلاستيك ويتيح مجالات واسعة للطلاب للعمل والتدريب في القطاعات المختلفة بالمجالات الصناعية ومن ضمنها الأبحاث إضافة إلى انه يعد نواة للتوسعات المستقبلية في هذا المجال وفتح قنوات اتصال جديدة ما بين الجامعات والقطاع الصناعي، ويرى عدد من أعضاء هيئة التدريس والباحثين أن المركز يمثل إضافة مهمة في علاقة سابك الراسخة مع الجامعة. استقطاب الكوادر وأكد صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة (سابك) أن علاقة سابك مع الجامعات تنطلق من عدة محاور منها المنح التي تقدمها لإجراء الأبحاث في المجالات ذات الصلة بأنشطتها، مشيرا إلى انه ومن خلال هذه الكراسي يتم تهيئة مراكز بحثية مميزة تستقطب الكوادر المتخصصة الخبيرة داخل وخارج المملكة وتطوير المناهج ذات الجانب التطبيقي بين الجامعة وسابك. قناعات راسخة من جانبه أكد الدكتور عبدالله العثمان مدير الجامعة على أهمية توثيق العلاقة بين الجامعة والشركات السعودية الكبرى خاصة في مجالات البحث والتطوير وإعداد المهندسين وذوي التخصصات المختلفة وتأهيلهم بما يتوافق مع احتياجات العمل في هذه الشركات وسوق العمل الصناعي , مشيرا إلى أن علاقة الجامعة مع سابك علاقة تاريخية تتميز بتطورها وتعتبر نموذجا رائعا في العلاقة مع شركات القطاع الصناعي، وأضاف اتفاقية الجامعة مع سابك جاءت من قناعة الشركة بأن الجامعة تمتلك من الإمكانات والقدرات التي تمكنها من مساعدتها في تأهيل مهندسين متميزين في مجال البتروكيماويات خاصة وان علاقة التعاون البحثي بين الطرفين ممتدة في عدة مجالات من بينها برنامج منحة المشروعات البحثية وبرنامج حضور المؤتمرات والندوات التي تهدف إلى تشجيع الباحثين المتميزين للمشاركة في المؤتمرات والندوات العالمية في المجالات المختلفة ذات الصلة بصناعات سابك، لافتا إلى أن العلاقة تطورت لاحقا حتى تجاوزت الأبحاث المدعومة من سابك ال 230 بحثا، مؤكدا أن استمرار الدعم والتعاون بين الجانبين يوفر مناخاً خصباً وآمناً للباحثين يمكنهم من مواصلة أبحاثهم التي تفتح آفاقاً واسعة في الصناعة والاقتصاد الوطني. خطوة استراتيجية أوضح الدكتور علي بن سعيد الغامدي وكيل الجامعة للتبادل المعرفي ونقل التقنية إن المذكرة خطوة إستراتيجية مهمة وقيمة مضافة ستعود بالفائدة على الباحثين والبحث العلمي المرتبط بخطط التنمية وإستراتيجية الصناعة، مشيرا إلى أن إنشاء المركز يعزز ويرسخ العلاقة التي أصبحت لها جذور علمية وعملية بين الجامعة وسابك كما سيكون له ثماره مستقبلا على الجامعة وسوق العمل في كامل البلاد. وأضاف علاقة الجامعة بالشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) تعتبر نموذجا متميزا في العلاقة مع القطاع الصناعي خاصة وإنها تعود إلى سنوات من الدعم السخي والاهتمام الكبير الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين لمسيرة التعليم العالي، مشيرا إلى أن كرسي سابك البحثي الأول في تخصص (البوليمرات) سيسهم إيجابا في خدمة الصناعة السعودية من خلال تقديم بحوث تطبيقية في مجال البوليمرات إضافة إلى تسجيل عدد من براءات الاختراع المسجلة عالميا عبر بحوث مولتها سابك للباحثين من الجامعة. تعاون مشترك وينظر الدكتور عبدالعزيز بن سالم الرويس وكيل الجامعة للمذكرة على أنها تأتي تتويجا للتعاون المشترك بين الجامعة وسابك والذي بدأ منذ 20 عاما بعد إن أدرك الطرفان الفائدة الحقيقة للتعاون المشترك الذي أثمر عن تطوير منتجات الشركة الصناعية، مشيرا إلى أن توقيع مثل هذه المذكرات يعد بمثابة بناء جسر حقيقي بين الجامعة ممثلة في مشروع وادي الرياض للتقنية والصناعات الوطنية، وأضاف سيفتح المركز آفاقا مهمة للصناعات المعتمدة على مادة البلاستيك، وهو نفس ما أكده وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية الدكتور زياد بن عثمان الحقيل الذي أشار إلى أن المركز سيسهم في زيادة البحث العلمي في الجامعات وإيجاد رابط بين الباحثين معتبرا مثل هذه الاتفاقيات عنصر أساسي في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها بلادنا الغالية، مشيرا إلى أن وادي الرياض وهو مقر المركز سيكون له مردوده الإيجابي على جميع أطراف الاتفاق.