أسفرت نتائج الانتخابات البلدية عن خروج جميع المرشحين المحسوبين على المجال الرياضي. ويعود السبب الرئيس في خروج هؤلاء المرشحين لعدم وضع البرنامج الانتخابي المقنع للمواطنين، الذي تبعثرت نقاطه على «كل شيء»، دون التركيز على جانب الاختصاص، والمتمثل في تحقيق المتطلبات والاحتياجات الشبابية والرياضية للمجتمع. ولا يختلف إثنان على ان الشباب والرياضيين تمثل الشريحة الكبرى من الناخبين، بالإضافة إلى أن توفير الخدمات الترويحية والشبابية تهم جميع فئات المجتمع من النشء والشباب والكبار، ذكوراً ونساء والاهتمام بقضاياهم وهمومهم، وهو ما يشكل اهتماماً رئيسياً في تطلعات معظم المواطنين. غياب الوعي المدرك لقيمة ورسالة الرياضة، لدى معظم المترشحين المحسوبين على الرياضة والشباب، هو ما فوت عليهم تقدير هذا الجانب الحاسم والذي كان كثير من المرشحين الآخرين أو بالذات من كسبوا المترشحين، يخشون فعاليته وتأثيره على اختيارات التصويت. ولكن.. سقط المرشح الرياضي في اغوائية «كل شيء»، ففقد التركيز على الفئة الأكبر وكسب قناعتها، وانحيازها.. فأضاع «كل شيء».. وبطريقة «لا شيء»!!.. لاعب الهلال السابق، صفوق التمياط أحد المرشحين حقق أكبر مجموع من أصوات المواطنين، حيث كسب 3268 صوتاً متفوقاً على جميع أقرانه من المترشحين المحسوبين على الرياضة والشباب، وبضعف الأصوات، حيث جاء تالياً له الأستاذ بندر الصالح رئيس اتحاد المبارزة «رجل أعمال» بمجموع مقداره 1869 صوتاً. الزميل محمد النويصر عضو اتحاد كرة القدم، وأكثر المرشحين الرياضيين حظاً في الدعم والمؤازرة لم ينجح في تحقيق النتيجة المتوقعة و«المأمولة»، حيث كسب 1016 صوتاً، وهو الوحيد الذي حظي بمباركة ودعم من شخصية رياضية ذات نفوذ.. ولكن اختيارات «الناس» أكبر من أي أمر آخر.. الأستاذ خالد الميمان أمين عام نادي النصر السابق، حصل على 95 صوتاً فقط، فيما نال عضو نادي الرياض عبدالرحمن الروكان على 83 صوتاً، والزميل محمد القدادي الصحفي سابقاً في الندوة على 29 صوتاً. نتائج الانتخابات، أكدت ثوابت لا تحتاج إلى تهميش وتجاهل، لعل من أهمها ان الاختيار الرياضي يظل قوياً ومؤثراً، لكون فئة الشباب والرياضيين من الجنسين، والصغار والكبار يهمهم في الخدمة البلدية تحقيق وتوفير الجانب الرياضي والترفيهي والشبابي أفضل ما يكون، وأقرب وأحسن.. ما يكون.. لماذا تفوق صفوق على أقرانه ولماذا لم يحقق مقعداً، ولماذا تبعثر برنامج المرشح الرياضي، وكيف لا يكسب رياضي مرموق كمطلق المطلق مقعداَ ترشيحياً هو الأجدر به من أي أحد آخر.. حسب وجهة نظري المتواضعة. معقول..! في حديث صحفي، قال عميد كلية التربية البدنية والرياضية بالرياض الدكتور علي الجفري انه السعودي «الوحيد» الذي يحمل درجة الدكتوراه في الكلية!!. وأشار العميد الدكتور إلى أن 25٪ من «الإطار التعليمي» في الكلية من السعوديين «عفواً.. لا أدري ما المقصود ب «الإطار التعليمي» كما ورد في التحقيق الصحفي الذي أنقل منه.. وهل يقصد به «هيئة التدريس أم لا..؟!».. ووعد العميد المتحمس على زيادة هذه النسبة إلى 50٪ خلال ثلاثة أعوام قادمة. الدكتور الجفري عاتب الإدارة العامة للإشراف التربوي في وزارة التربية والتعليم على «تجاهلهم» المستمر للكلية «!» وكوادرها! محزن، بل فاجعة ان يحدث ذلك، وهو ما يستوجب إعادة النظر والتقييم بوضع ووضعية الاشراف التربوي في الوزارة، والإدارة المسؤولة عن النشاط الرياضي في الوزارة تحديداً والتي تحتاج إلى انقاذها من هيمنة فئوية، غير مستوعبة لرسالة وما هية التربية الرياضية، وقيمتها للفرد والجماعة، فتعاملت معها من خلال عقلية مشجع ناد «عصامي» آن الأوان لانقاذ المدرسة والرياضة السعودية من مرامي غاياته التي تخدم أغراضه التشجيعية.. لا أقل، لا أكثر.. لي عودة قادمة، للحديث عن حال وأحوال الرياضة المدرسية السعودية.. قريباً.. رايحين فيها قرأت مقابلة أجرتها المجلة القادمة بقوة «أصوات»، مع مسؤول القناة الرياضية الزميل عبدالله المقحم، فاكتشفت أحد مكامن الإخفاق في إعلامنا المرئي، وان تضجرات وملل الزميل المقحم لم تأت من فراغ.. بالفعل.. يحتاج الإعلام المرئي ممثلاً بالقناة الرياضية إلى تدخل عاجل من قبل الوزير المثقف والإعلامي المتمكن إياد مدني، إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه.. وتعديل ما يمكن، وإعادة بناء جديدة لواقع إعلامي مرئي يعبّر عن المنجز الرياضي ومواكب لهموم وشجون الرأي العام الرياضي السعودي وقادر على تقديم نافذة إعلامية رياضية سعودية «تُشّرف».. ولا تُكسِّف».. أمام الآخر.. الاقليمي والعالمي.. حديث المجلة الجديدة المملوءة رشاقة وعملا صحفيا احترافيا مميزا «أصوات»، مع الزميل المقحم جدير بالتأمل.. والتناول الجاد، وهو ما سأحرص على فعله في مقالات قادمة.