قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس الخميس ان الولاياتالمتحدة تفضل ممارسة الضغوط الدبلوماسية لحل خلافاتها مع سوريا، مؤكدة ان امامها العديد من الخيارات، الا انها لم تستبعد استخدام القوة العسكرية. وردا على سؤال من لجنة في مجلس الشيوخ حول احتمال شن هجوم على سوريا مع تصاعد التوتر بمقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الاثنين، قالت رايس ان «الرئيس يحتفظ دائما بخياراته». وتابعت «ولكن في حالة سوريا هذه، نعتقد ان الضغوط الدولية المكثفة (...) يمكن ويجب ان تدفع السوريين لتنفيذ» قرار مجلس الامن الذي يدعو الى الانسحاب السوري من لبنان. وقالت رايس في جلسة لبحث الميزانية تعقدها لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ «نعتقد ان لدينا الكثير الكثير من الادوات الدبلوماسية ورغم ان الرئيس يبقي خياراته دائما مفتوحة، فاننا نستخدم هذه الادوات». الا انها تجنبت امس الخميس الرد على سؤال حول ما اذا كان بوش سيتشاور مع الكونغرس قبل ان يشن اية عملية عسكرية سواء على سوريا او ايران، واكتفت بالقول «لا اريد التكهن بما يجب ان يفعله او لا يفعله الرئيس». لكنها اشارت الى ان الرئيس سعى للحصول على موافقة الكونغرس قبل ان يغزو العراق في عام 2003 وقالت «نحن جميعا نفهم جيدا حقوق هذه المؤسسة (الكونغرس) عندما يتعلق الامر بالحرب والسلام». وتابعت «وانا متاكدة تماما ان الرئيس لن يفعل شيئا لانتهاك ثقتها». وفي طهران تعهد الرئيس الايراني محمد خاتمي امس الخميس بتقديم الدعم لسوريا والجماعات المتشددة المعادية لاسرائيل. ونقلت وكالات الانباء الايرانية عن الرئيس خاتمي قوله عقب محادثات مع رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري الذي يزور طهران «نحن نحترم السوريين الذين يقفون على خط الجبهة في القتال ضد النظام الصهيوني ونحيي نضالهم المشروع لاستعادة اراضيهم المحتلة»، مشيرا بذلك الى هضبة الجولان التي تحتلها (اسرائيل) منذ 1967. وصرح خاتمي الذي تعتبر بلاده مع سوريا ابرز داعمي (حزب الله) وتشجع نضال الفلسطينيين في الاراضي المحتلة، «نحن ندعم المقاومة في لبنان وكل من يقاتل الاحتلال الاسرائيلي». واضاف ان «أسوأ اشكال الارهاب هو الارهاب الحكومي الذي يمارسه النظام الصهيوني، وللأسف، فان اولئك الذين يناضلون لتحرير اراضيهم هم الذين نتهمهم بأنهم ارهابيون». وقد وصل العطري امس الأول الاربعاء الى ايران في زيارة مخصصة رسميا للتعاون الاقتصادي والتجاري. لكن سوريا وايران هما البلدان اللذان وجه اليهما الرئيس الاميركي جورج بوش انتقادات حادة في خطابه الاخير حول حال الاتحاد. وازدادت الضغوط الاميركية على سوريا بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري يوم الاثنين. وحيال هذه التهديدات، دعا العطري الى تشكيل «جبهة موحدة» بين سوريا وايران لمواجهة التحديات التي تحدق بالبلدين. واعلن خاتمي ان «لطهران ودمشق مواقف واضحة ومتقاربة من المسائل الاقليمية والدولية». واضاف ان «ايران وسوريا تدينان» اغتيال الحريري و«تأملان في ان يتم التعرف الى القتلة وملاحقتهم». وقال خاتمي ان «الارهاب شر للجميع، والذين لا يريدون الاستقرار والسلام والازدهار في المنطقة هم الوحيدون الذين يستفيدون من هذا العمل».