العين ذلك العضو الصغير الكبير في تأثيره، تعتبر البوابة الرئيسة التي من خلالها يدلف الإنسان إلى قلوب الآخرين، تغّزل فيها الكثير من الشعراء، وأعطيت من التبجيل الشيء الكثير، لدرجة انه يخيل إليك بأنها لغة التخاطب الأولى من اللغات الجسدية الأخرى. بل اعتبرها الكثير من خبراء لغة العيون بأنها تعد وبحق "بارومتر" المشاعر والأحاسيس، لدرجة ان العشاق رأوها اشد فتكاً من الأمراض الوبائية المعدية. وحقيقة تزداد خطورة العيون كلما حجبت بقية الأعضاء وظلت هي اللاعب الأوحد على مسرح اللغات، ولعل اكبر شاهد على ذلك هي تلك المجتمعات التي تعطي للعيون مساحة اكبر للبروز والظهور على حساب بقية الأعضاء، مما ادخلها في مأزق نفسي نتيجة لاختزال الآخرين لخبرات لغة العيون باللاشعورية لتعود للشعور على شكل وميض لاستعادة الخبرات والذكريات، واكبر شاهد على ذلك البعض منا والذي لا يروق له سوى التمتع بالعيون رغم ان هناك لغات أخرى مكشوفة مغرية وجذابة وبشكل يفوق لغة العيون، ولكن هو اللاشعور الذي يظل يذكرك بخبرات لا تستطيع نسيانها او تحاشيها. وللعيون أشكال وأنواع عديدة، فصّلها العلماء والشعراء حسب ألوانها، وأحجامها، وسلوكيات أصحابها. فلو أخذناها من جانب الألوان فإن من كانت عيناه: @ عسلية: فإن صاحبه ميال للطيبة، عاطفي وحنون لدرجة التهاب المشاعر، مقدس للعلاقة الزوجية، نبيل ومخلص لأبعد الحدود. @ سوداء: ترمز لصاحبها بالأمانة، والوفاء وعدم الرغبة في إلحاق الأذى بالآخرين. @ زرقاء: يتميز صاحبها بالطيبة وحب الخير للآخرين، لديه جرأه وحب الإقدام، وأما الزرقاء الفاتحة فأنها تدل على الأنانية وحب الذات. @ خضراء: تميل للسرور الممزوج بالحزن. @ رمادية: تدل على الشدة والقدرة على تحمل أعباء الحياة. وأما أذا نظرنا إلى العيون من جانب الحجم، فإن العيون: @ الواسعة: تدل على ان هذا الشخص حساس لديه شجاعة زائدة لدرجة موصلة لقيادة الآخرين. @ الصغيرة: تنم عن رغبة هذا الشخص في الانعزال والابتعاد عن الآخرين، التهرب من الحب والغرام ولكنه إذا وقع فيه اخلص من قلبه، والمرأة ذات العيون الصغيرة غيورة جدا، واغلب أصحاب العيون الصغيرة هم من الفنانين والأدباء والشعراء. @ أما الجاحظة: فإنها تدل على ان صاحبها حساس جدا وعاطفي، رقيق المشاعر واجتماعي جدا ولكنه مع الأسف الشديد ثرثار مهذار يحاول قدر المستطاع الحفاظ على السر ولكنه مع الأسف لايسطيع. @ أما الغائرة: فهي شخصية كتومة منغلقة على نفسها لديها قدرة عجيبة على الهيمنة على مشاعرها حتى لو أفرطت في حبها. أما العيون التي يبدو عليها: @ الاحمرار بدون سبب مرضي "خلقي" فهي تدل على أن هذا الشخص عصبي المزاج، سريع الغضب، الشر دائما لشخصيته اقرب. @ الازرقاق: المصحوب بالصفار الواضح بدون مرض يدل على البلادة والكسل ورداءة الأخلاق مع الخوف والجبن. @ التأرجح مابين الصفار والخضار يدل على تمتع صاحبها بقدر كبير من النميمة والكذب وإضمار الشر للآخرين. اما العيون التي تأخذ من أشكال عيون بعض الحيوانات كال @ البقرة مثلا: فهذه العيون يتميز أصاحبها بالجاذبية والقدرة على العمل الدؤوب والانجاز، ولكنها شخصية عنيدة وغير صريحة، مستفزة ومتغطرسة. @ النمر: شخصية صبورة ومثابرة لديها قدرة عالية على رؤية الأمور رؤية ثاقبة، لديها مايعرف بالحاسة السادسة. @ الثعلب: والعيون هنا اقل اتساعا من عيون النمر ولكنها مستطيلة الشكل وترتفع القزحية نحو الأعلى بحيث يتميز أصحابها بالدهاء الفطري، والتضليل والخداع فضلا على اتسامها بالبخل. @ الطاووس: شخصية جذابة وحيوية ديناميكية ومغرية الا ان لديها غيرة مزعجة. @ الدجاجة: شخصية نرجسية غير مفضلة لدى الآخرين ولذا تجدها حقودة تجيد المكر والتلاعب. هذه باختصار عزيزي القارئ بعض من لغة العيون، ولا تعني بأي حال من الأحوال انها تنطبق على الجميع، لاننا نتحدث عن السواد الأعظم "أي الأغلبية" من اجل اخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع الآخرين، فالسعيد من يملك الفراسة لمعرفة ماتخفيه تلك العيون كي لا يقع في حبائلها. @ استشاري نفسي - أستاذ مساعد بكلية الطب