قلة هم الذين يعرفون مدى الصعوبات التي واجهها البريطاني داني بويل لكي ينتهي من فيلمه الجديد (المليونير المتشرد- slumdog millionaire)، واجه شحاً في التمويل والإنتاج هذا اولاً، ثم استمر التصوير أكثر من ستة شهور تحت ظروف صعبة، وهو أكثر بكثير مما كان متوقعاً له، والمشاهد التي صورها في تاج محل لم تكن كافية لأنه منع من التصوير بعد أن كان قد بدأ به، كما ان التحكم بالممثلين وبالطاقم الفني في مدينة مكتظة بالسكان كمدينة مومباي الهندية لم يكن بذلك الأمر اليسير على الإطلاق، ولكن كل هذه الظروف والصعوبات لم تمنع أن يتوج داني بويل نجماً لليلة الأحد الماضي التي أعلنت فيها جوائز الغولدن غلوب، حيث اكتسح فيلمه جوائز الفئات الهامة كأفضل فيلم وإخراج وسيناريو وكذلك جائزة أفضل موسيقى تصويرية. ولد داني بويل في مدينة مانشيستر البريطانية عام 1956، وكانت بداياته الفنية منذ مطلع الثمانينات متنقلة بين المسرح والتلفزيون، وكان أول عمل سينمائي له عام 1995في فيلم الجريمة والإثارة الكوميدي (القبر الجماعي - Shallow grave) مع النجم البريطاني ايوان ماكجريغور، ويحكي الفيلم قصة ثلاثة أصدقاء، شابان وفتاة، يعيشون في شقة واحدة ويرغبون بأن ينضم إليهم رفيق جديد، وبعد عدة مقابلات شخصية يوافقون على أحدهم لكنه يموت ويكتشفون أنه يملك مبلغاً كبيراً من المال. وفي العام الذي يليه قدم بويل الفيلم الشبابي الصارخ (ترينسبوتينغ - Trainspotting) الذي جدد التعاون فيه مع نجمه المفضل ايوان ماكجريغور، بالإضافة إلى مشاركة نجوم آخرين مثل بيتر مولان وروبرت كارلايل في هذا الفيلم الذي أضحى علامة بارزة في السينما البريطانية الشابة، ويتمحور حول المخدرات والعنف، وتميز الفيلم بروعة إخراجه. في عام 1997وللمرة الثالثة والأخيرة مع ماكجريغور، والنجمة الأمريكية كاميرون دياز يقدم الفيلم الرومانسي الكوميدي الغريب (حياة أقل من عادية - A Life Less Ordinary) ويحكي قصة شاب يحتجز أبنة رئيسة كرهينة لكنه يقع في حبها. وبعد هذه البداية الخاطفة في السينما أخذ داني بويل استراحة مدتها ثلاث سنوات قبل أن يخرج فيلمه الدرامي (الشاطيء - The Beatch) في عام 2000الذي كان مخيباً للآمال، على الرغم من أن بطل الفيلم كان ليوناردو دي كابريو الذي لازال في ذلك الوقت أسير شهرة فيلم (التايتانيك). وفي عام 2002قدم فيلم الخيال العلمي المرعب ( 28يوماً لاحقاً - Days Later28) ويحكي قصة انتشار فيروس يهدد حياة الناس، وبعد هذا النجاح الذي حققه في فيلمه الأخير قدم في عام 2004الفيلم العائلي (ملايين- millions) الذي يحكي قصة صبيين يعثران على حقيبة نقود مسروقة مليئة بالجنيهات الأسترلينية، ويتفقان على انفاقها قبل نهاية الأسبوع وهي عدد الأيام المتبقية التي تسبق دخول بريطانيا ضمن مجموعة الدول الأوروبية التي تتعامل بالعملة الجديدة، اليورو. ويظل هذا الفيلم الممتع جسماً غريباً على سينما داني بويل التي تمتلئ بالمشاهد المقززة والعنف، التي عاد لها في عام 2007في فيلم المغامرات الخيالي (شروق - Sunshine). من خصائص سينما داني بويل: - غالباً يفتتح فيلمه بمشهد مأخوذ من منتصف الفيلم. - موسيقى أفلامه صاخبة، ويستخدم (Electronic Music) بكثرة. - شخصيات أفلامه غالباً اسكوتلندية، ودائماً يظهر في أفلامه أي شيء يدل على أسكوتلندا. - أهم ما يميز أسلوبه الإخراجي هو استخدامه للكاميرا المتحركة.