رعت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز آل سعود مؤخراً ملتقى موهبة لرعاية الموهوبات في التعليم العالي الذي نظمته مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والابداع وسط حضور عدد كبير من سيدات المجتمع من أكاديميات وطالبات وتربويات ومهتمات في هذا المجال بدأ الملتقى بعرض فيلم تسجيلي عن موهبة "موهبة حيث تنتمي" تحدثت خلاله مديرة القسم النسائي ورئيسة اللجنة المنظمة للملتقى الدكتورة آمال الهزاع عن رسالة المؤسسة ورؤيتها وأبرز انشطتها ودور الاهتمام بالموهبة والموهوبات في تقدم وقيادة التطور في المجتمعات مؤكدة على الدور الهام للجامعات وهيئات التعليم العالي في استثمار عقول الموهوبين بفئاتهم المختلفة وتسخير مواهبهم لخدمة الوطن. واشتمل الملتقى على أربع أوراق عمل بواقع أربع جلسات الاولى عن اكتشاف الموهوبين بين النظرية والتطبيق للدكتور عمر المعمر مستشار الأمين العام والمشرف على برامج موهبة الصيفية. والورقة الثانية عن تنمية جوانب شخصية الموهوب العقلية والنفسية والاجتماعية للبروفيسور "كيرسي تيري" من جامعة هليسنكي / المجلس الأوروبي للقدرات العالية ولها أكثر من عشرين مؤلفاً في مواضيع الابداع والموهبة وأم لثلاث فتيات - أوضحت في محاضرتها أهمية شمولية العناية بالطفل الموهوب وليس فقط الموهبة بحد ذاتها معللة ذلك إلى تكامل وتوافق النفس البشرية بصورة مترابطة مشيرة إلى أن هناك من المبدعين من يفتقد للتواصل الاجتماعي الأمر الذي يؤكد ضرورة التكامل البشري كما تطرقت في حديثها إلى تعريفات الموهبة والابداع جاعلة لكل مهارة علاماتها ومدلولاتها واضعة الذكاء الروحي والبيئي ضمن تصنيفات الذكاء مثنية على تجربة ونهضة فنلندا في هذا الجانب طارحة بعض النماذج. أما الورقة الثالثة فكانت للدكتورة نجاة الحمدان والاستاذة فاطمة جاسم من جامعة الخليج العربي عن التعلم القائم على البحث وتنمية مهارات التفكير في التعليم العالي أشارت فيها إلى التحديات التي تواجهها المؤسسات الجامعية ثم سردت بشيء من التفصيل متطلبات وأركان مجتمع المعرفة وذكرت بشكل موجز مقارنة سريعة بين وضع الدول العربية في البحث العلمي وبين الوضع العالي وأهم الواجهة الرئيسية للتغيير وكيفية بناء مجتمع المعرفة الشامل مستعرضة مهارات التفكير الابداعي والناقد ومهارات الاتصال . فيما تم تخصيص الرابعة للحديث عن مبادرات لرعاية الموهوبين في التعليم العالي للدكتورة ناديا سرور من جامعة الأردن ذكرت من خلالها عناصر الانجاز الابداعي ومجالات الرعاية والاهتمام للبعد الاجتماعي والانفعالي والأكاديمي وذكرت المحاضرة بعض معوقات الابداع لدى الاناث ثم سردت أهم نماذج لرعاية الموهوبين في التعليم العالي واستعرض الملتقى تجارب طالبات التعليم العالي وأبرز التحديات والعقبات التي واجهتهن واختتم الملتقى بكلمة راعية النشاط الاميرة عادلة وبتكريم المتحدثات. وفي كلمة القتها خلال الملتقى قالت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة: تسعدني المشاركة في ملتقى موهبة لرعاية الموهوبات في التعليم العالي، والالتقاء مع المسؤولات في هذا المجال، وذلك لأهمية دوركن في دعم تحول المملكة إلى مجتمع المعرفة ومواكبة تحولات العالم المتقدم، حيث تسعى الدول المتطورة إلى أن تكون ضمن هذا التحول المعرفي لتتبوء موقعا متقدما في العصر الجديد .وأضافت سموها: ان لمجتمع المعرفة ركائز أساسية، من ضمنها الموهبة والإبداع والابتكار. وقد رأى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مؤسس ورئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، بحكمته وتطلعاته المستقبلية الطموحة أهمية الموهبة والإبداع، والابتكار والاختراع للاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة، وذلك برعاية أعداد كبيرة ومؤثرة من الموهوبين والمبتكرين من الجنسين من خلال تكاتف وتكامل جهود الجهات المعنية، وعلى رأسها مؤسسات التعليم العالي، لما لها من دور محوري في التحول المعرفي عبر تنمية رأس المال الفكري وتطوير قدراته وتوسيع آفاقه لإنتاج الإبداع والابتكار والمعرفة. ويأتي هذا الملتقى الهام في توقيت مناسب لرفع الوعي ودعم تنسيق وتكامل الجهود من أجل رعاية موهوبات التعليم العالي مع تزايد أدوارهن في التنمية التي تشهدها بلادنا، وبهذا الصدد نتطلع جميعاً لإنشاء برامج لرعاية موهوبات التعليم العالي في كل جامعة، تسعى إلى توجيههن ودعمهن بأساليب علمية وعملية لتعظيم مساهمتهن في خطط التنمية الوطنية، إضافة إلى تقديم برامج لموهوبات التعليم العام كما هو معمول به في أغلب الجامعات السعودية حالياً. وقالت سمو الأميرة عادلة: في هذه المرحلة، تعمل "موهبة" على التحضير لتنفيذ المرحلة الثالثة من إستراتيجية وخطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار للمؤسسة والتي أقرها خادم الحرمين الشريفين في شهر شوال الماضي بمشاركة جهات دولية ومحلية رائدة، مما سيتيح الفرصة لاكتشاف ورعاية الآلاف من الموهوبين والمبدعين لتحقيق رؤية 1444ه (رؤية 2022م) وبالتالي تحقيق تطلعات القيادة وترسيخ قاعدة متينة في مسيرة التنمية والازدهار. وأضافت سموها ان المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليكسو) قد أقرت في اجتماعها في تونس الشهر الماضي الإستراتيجية العربية للموهبة والإبداع في التعليم العام، والتي أعدتها موهبة بمشاركة المنظمة، وقد جاء اختيار "موهبة" للمشاركة في هذا المشروع مع (الأليكسو) من خلال مذكرة تفاهم بين الطرفين نظراً للخبرات المتميزة والرائدة للمؤسسة في رعاية الموهبة والإبداع التي وقف عليها وزراء التربية والتعليم العرب خلال الزيارة التي قاموا بها لمقر المؤسسة في شهر ربيع الأول الماضي خلال فترة انعقاد مؤتمر وزراء التربية العرب السادس، وقد عكس إقرار الإستراتيجية العربية الدور الشمولي والرؤية المتمكنة لمؤسسة موهبة.