أرجأت الهيئة الصحية الشرعية في منطقة مكةالمكرمة النظر في قضية المواطنة السعودية (صافيناز) المقدمة ضد مستشفى خاص تعرضت خلالها إلى خطأ طبي بعد نسيان الطاقم الطبي آلة حديدية داخل بطنها لمدة 3سنوات. وجاء تأجيل القضية لعدم حضور ممثلي المستشفى الخاص الجلسة التي عقدت سابقاً، ليكون بداية الشهر القادم موعد انعقاد الجلسة الثانية التي طالبت المتضررة من خلالها بتعويض مادي قدرة 100مليون ريال بسبب المعاناة التي عانت منها طوال 3سنوات بعد نسيان الطبيب ومساعديه "قابض الشرايين"، - آلة مشابهة للمقص الطبي- ما نتج عنها استئصال 10سم من الأمعاء الدقيقة لالتصاق تلك الآلة بالأمعاء، إضافة إلى إصابتها بنوبات تشنج وصرع متكرر ومزمنة مع تورم لعدة أعضاء في جسمها، والآلام في المعدة طول مدة بقاء تلك الآلة في بطنها. وكانت اللجنة الطبية المكونة من أربعة أطباء للتحقيق في قضية صافيناز والمشكلة من قبل الشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة قد رفعت تقريرها الطبي (حصلت "الرياض" على نسخة منه)، إذ كان ابرز ما جاء فيه إدانة المستشفى الخاص كونه المسؤول الأول في عدم وضع سياسة فاعلة للتأكد من عدد الآلات بعد كل عملية، إضافة إلى إدانة كل من الطبيب الجراح ومساعديه ورئيسة العمليات في المستشفى كون الطبيب يعمل استشاري جراحة عامة في حين أن العملية التي أجراها للمدعية صافيناز عملية تجميلية ولم يستعن الطبيب بأخصائي جراحة تجميل ما يعتبر ذلك تجاوزاً لتخصصه. وأشار التقرير إلى أن الجسم الغريب الذي وجد في بطن المدعية مطابق من حيث الشركة المصنعة والرقم التسلسلي للآلات المستعملة في المستشفى الخاص، إذ أوصت اللجنة في آخر تقريرها إحالة كامل ملف القضية ومشفوعاتها إلى الهيئة الصحية الشرعية في منطقة مكةالمكرمة كون أن هناك فقد منفعة ومطالبة بالحق الخاص والعام إلى جانب التنبيه على إدارة المستشفى "المتهمة" بإعادة النظر في سياسة التأكد من الآلات قبل وبعد كل عملية. من جهته أوضح الوكيل الشرعي للمدعية صافيناز فيصل الكسار أن موكلته أجرت عملية في بداية عام 2005ومنذ ذلك الوقت بدأت تعاني من أعراض وآلام راجعت خلالها مستشفيات ومستوصفات عدة شخصت من بعض الأطباء على أنه قولون عصبي وتارة قرحة في المعدة إلى أن تم اكتشاف وجود جسم غريب في أسفل بطن موكلته بعد مرور 3سنوات تطلب إجراء عملية عاجلة في مستشفى الملك فهد لاستخراج "قابض الشرايين"، واستئصال جزء من الأمعاء بطول 10سم. وأضاف الكسار أن موكلته مازالت تعاني من نوبات صرع متكررة مصحوبة بتشنجات بسبب إهمال الطبيب والمستشفى عند إجراء العملية لموكلته، مؤكداً في الوقت نفسه أن موكلته تطالب بتعويض مادي قدره 100مليون ريال، مشيراً إلى أن من حق موكلته المطالبة بأي مبلغ كونها عانت طوال تلك المدة إلى جانب أنها مازالت تعاني من أمراض مزمنة بسبب إهمال وتقصير متعمد وخطأ فاحش عرض حياتها للخطر، مضيفاً إلى أن الجلسة الثانية ستعقد بداية الشهر المقبل.