معظم برامجنا الجماهيرية تندرج تحت أحد الأنواع المذكورة في عنوان المقال. فالبرامج الحوارية أكثر من الهم على القلب، الكل فيها يتحدث والكل يقترح والكل ينزعج والكل يزعج، ولم يكتف أصحاب البرامج بزعيق ضيوفهم فأتاحوا للمشاهدين المشاركة. أما برامج الطبخ فرغم فائدتها إلا أنها أصبحت تظهر أكثر من عدد حبات البازيلا فيها وكأن نساءنا لا يغادرن المطبخ ورجالنا لا يعيشون إلا ليأكلوا! أما برامج هشك بشك وما يندرج تحتها من برامج الإهداءات والفيديوكليب بالإضافة لبرامج المسابقات والتصويتات فهي منجم ذهب لملاك تلك القنوات لذلك أصبحت وأمست وأضحت (وأعصرت ومغربت) لا تفارق الشاشة! بل إن هنالك عشرات القنوات التي لا تبث سوى هذه النوعية من البرامج فقط، حيث تجد الفتاة تسأل بغنج أسئلة صعبة من على شاكلة (اسمك إيه؟) وإذا عرفت اسمك بشكل صحيح فستتأهل للمرحلة التالية، وما أكثر المتصلين!. أين البرامج المفيدة؟ وأقصد بالمفيدة تلك البرامج التي تخرج منها بفائدة محسوسة أو خبرة أو درس؟. هناك برنامج إذاعي أمريكي يصل بثه للخليج يقوم فيه أخوان بالرد على اتصالات المستمعين حول جميع شؤون سياراتهم، نعم سياراتهم! هل تشتكي من خلل في شمعات الاحتراق بشكل متكرر؟ هل تسمع خبطات في المحرك؟ اتصل وستستمتع وتستفيد عند سماعك لهما. برنامج آخر يدعى (فاضحو الأساطير) يقوم فيه شخصان بتمحيص أشياء تعارف الناس عليها مثل (إن استخدام الجوال خلال تعبئة البنزين قد يسبب انفجار) فتراهما يحاولان فعلاً القيام بذلك والتقاء المختصين لتأكيد أو تفنيد هذه الأمور. هذان مثالان فقط من بين مئات البرامج المشابهة، لم لا يستنسخ (ربعنا إياهم) مثل هذه البرامج المفيدة؟ ألأنها ليست من ضمن المربع الذهبي (هذرة، أكل، وناسة، فلوس)؟.