اوضح د. حمد بن عبدالرحمن الكنهل استاذ قسم علوم الأغذية والتغذية - كلية علوم الأغذية والزراعة - جامعة الملك سعود اهمية الحليب فقال بالحوار التالي: @ كيف تقيمون الخطوة التي قامت بها وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم ووزارة الزراعة في توعية أفراد المجتمع السعودي بمرض هشاشة العظام من خلال إطلاقها للحملة الوطنية للتوعية بمرض هشاشة العظام إلى تخصيصها أول أيام العام الهجري لإطلاق فعاليات اليوم الوطني لشرب الحليب واللبن في 1430/1/1ه؟ - إن ما تقوم به وزارة الصحة في مجال توعية المجتمع سواء فيما يتعلق بمرض هشاشة العظام أو غيره من الأمراض مثل السكري ذات فعالية في تثقيف افراد المجتمع لكيفية التعامل مع مثل هذه الأمراض وطرق الوقاية منها ومن المعلوم ان الوقاية احد المهام الرئيسية التي تقوم بها وزارة الصحة والتغذية السليمة هي إحدى الركائز للوقاية من الأمراض. وهشاشة العظام هو من الأمراض التي يمكن تجنبه بالتغذية الصحيحة خلال مراحل العمر المختلفة وخاصة المراحل الأولى من العمر، وقد وفقت الوزارة في اختبار التوعية بأهمية الحليب كوسيلة للوقاية والحد من مرض هشاشة العظام والذي تمثل في إطلاق فعاليات "اليوم الوطني لشرب الحليب واللبن" في 1430/1/1ه، فمن الثابت علمياً ان الحليب هو المصدر الرئيس للكالسيوم في غذاء الإنسان ويعتبر نقص الكالسيوم السبب الرئيس للإصابة بهشاشة العظام. @ ماهي الأهمية الكبرى لشرب الحليب واللبن وكيف يؤثران في بناء العظام لا سيما في العمر المبكر؟ - للحليب دور مهم واساسي في نمو وصحة العظام والاسنان، فالحليب يعتبر غذاء مهماً لبناء العظام والمحافظة على صحتها طوال العمر، فالأنسجة العظمية تتجدد باستمرار خلال فترة العمر حيث تتجدد جميع العظام خلال سبع إلى عشر سنوات عند البالغين بينما تتجدد عظام الاطفال خلال سنتين. ويبلغ نمو العظام حده عند عمر 30سنة تقريباً بالرغم من أن 90% من نمو العظام يكتمل عند السن السابعة عشرة لذلك فإن الفرصة المناسبة لاكتساب أفضل نمو للعظام يكون خلال سنوات الطفولة والمراهقة مع استمرار الحاجة إلى الكالسيوم لاستكمال نمو العظام وتجديدها خلال سنوات البلوغ وحتى الشيخوخة، فعند الشيخوخة تقل القدرة على امتصاص العناصر الغذائية لذلك يجب العناية بتناول الأغذية الغنية بالكلسيوم لتعويض النقص في الامتصاص. ونقص الكالسيوم في الغذاء يؤدي إلى مرض هشاشة العظام حيث تكون العظام قابلة للكسر بسهولة ونتيجة طبيعية للتقدم في العمر فإن الكالسيوم والبروتين تفقد من العظام بسرعة أكبر من سرعة تعويضها لذلك تصبح العظام اقل قوة وتحمل واكثر هشاشة إذا كان الفقد كبيراً مقارنة بالتعويض نتيجة لنقص الكالسيوم في الغذاء. وقد يصل هذا إلى حد مرضي - يسمى مرض هشاشة العظام - يجب علاجه وتظهر هذه في النساء خاصة نظراً للتغيرات الهرمونية بعد انقطاع الدورة الشهرية ولزيادة الاحتياج من الكالسيوم خلال الحمل والرضاعة. ولتفادي مرض هشاشة العظام في السنوات المتقدمة من العمر يجب أن يهتم بتغذية الأطفال والمراهقين بالأغذية الغنية بالكالسيوم وهي أساساً الحليب ومنتجاته لكي تكون عظامهم قوية ويصلوا إلى أعلى مستوى من النمو للهيكل العظمي من حيث الحجم وكثافة العظام كذلك فإن ممارسة الرياضة مثل المشي السريع والجري وحمل الأثقال تفيد في تقوية العظام. ويجب العناية بتغذية الحوامل والمرضعات وخاصة فيما يتعلق باحتياجهن للكالسيوم وخلال فترة الحمل فإن المرأة تكون لديها قدرة أعلى لامتصاص الكالسيوم كما ان احتياجات الجنين يمكن ان تغطي من المخزون لديها فلذلك يجب أن يكون غذاء المرأة الحامل المرضعة غني بالكالسيوم ويفي باحتياجاتها واحتياجات الجنين من الكالسيوم وإلا أدى نقص الكالسيوم في الغذاء إلى استخدام الكالسيوم من عظامها لنمو الجنين مما قد يؤدي إلى هشاشة العظام. ويمكن تلافي حدوث مرض هشاشة العظام بخطوتين الأولى للعناية بالتغذية وتناول منتجات الحليب الغنية بالكالسيوم خلال مراحل نمو العظام الأولى خاصة خلال سنوات المراهقة والسنوات التي تليها والثانية والاستمرار في تناول قدر كاف من منتجات الحليب للمحافظة على المخزون من الكالسيوم في العظام وخاصة بالنسبة للنساء خلال فترات الحمل والرضاعة ويعتبر اللبن غني بالكالسيوم والحموضة في اللبن تزيد من امتصاص الكالسيوم. ولاستهلاك الحليب الغني بالكالسيوم دور مهم في بناء وصحة الاسنان، فالكالسيوم يشكل العنصر الأساسي في بناء الأسنان والمحافظة على قوتها ونقص الكالسيوم يؤدي إلى ضعف الاسنان كذلك فإن الحصول على النسبة الكافية من الكالسيوم في الغذاء عن طريق تناول الكميات الكافية من الحليب تزيد من نسبة الكالسيوم في اللعاب وهذا يفيد في تدعيم سطح الاسنان من العيوب الناتجة من فعل الاحماض. لذلك فإن تناول الحليب بين الوجبات عوضاً عن المشروبات الغازية والحلويات له دور في الحد من تسوس الاسنان الناتج من انتاج الحمض من قبل البكتريا التي توجد في الفم وتتغذى على السكريات المتبقية في الفم. يعد استهلاك المشروبات والأغذية المحتوية على السكر وخاصة الأغذية التي تلتصق بالأسنان مثل الحلويات والتمر والعسل، وسكر الحليب لا يسبب تسوس الأسنان لأنه لا يتحلل بسرعة. ولذلك فقد يكون من المفيد تناول الحليب أو الجبن بعد تناول الأطفال للحلويات والمشروبات المحتوية على السكر للتقليل من تسوس الاسنان حيث ان الحليب يعادل الاحماض المسببة لتسوس الاسنان بالإضافة إلى أنه غذاء مفيد للجسم