يترقب المتابعون لدورة كأس الخليج ال 19لكرة القدم أن تشهد مباريات البطولة التي ستنطلق الأحد المقبل تنافسا من نوع آخر ليس بين المنتخبات واللاعبين وإنما بين مدربي البطولة. ويقود المنتخبات المشاركة 8مدربين بينهم خمسة أجانب وعربي واحد ومدربون مواطنون، ويطمح كل واحد منهم أن يكون صاحب البصمة الأقوى في البطولة وذلك من خلال تحقيق اللقب الذي سيذهب في نهاية المطاف لواحد منهم. ويتواجد في هذه البطولة نخبة من المدربين المعروفين إن على الساحة الكروية الدولية أو على الساحة الخليجية والعربية، فالمدربون الأجانب الخمسة، بينهم ثلاثة فرنسيين وهم مدرب عمان الفرنسي كلود لوروا، والفرنسي الآخر برونو ميتسو الذي تحول في هذه البطولة لقيادة المنتخب القطري بعد أن قاد المنتخب الإماراتي في البطولة الماضية، أما الثالث فهو ابن جلدتهما دومينيك باتينيه الذي سيقود المنتخب الإماراتي، بينما عاد المنتخب العراقي للاستعانة بالبرازيلي جورفان فييرا، أما المنتخب البحريني فسيخوض التجربة هذه المرة مع التشيكي ميلان ماتشالا. وفضل المنتخبان السعودي والكويتي الاستفادة من خدمات المدربين الوطنيين ناصر الجوهر ومحمد إبراهيم، في حين استعان المنتخب اليمني بخدمات المدرب المصري محسن صالح. وقد عرف عن دورات الخليج بأنها غالبا ما تزخر بوجود مدربين لهم ثقلهم الفني، ويكفي الدورة أنها شهدت تواجد مدربين بمستوى البرازيليين زاجالو وكارلوس البرتو باريرا وبوركيبيو وفيليب لويس سكولاري، وكذلك اليوغسلافي بروشتش والمجري بوشكاش والبولندي بوتشنيك والأوكراني لوبانوفسكي والبرتغالي كارلوس كيروش والفرنسي لوشانتير وأخيرا الفرنسي برونو ميتسو. ويتطلع المدرب الفرنسي كلود لوروا من تحقيق حضور لافت في المنطقة الخليجية عبر المنتخب العماني ليوسع نطاق شهرته عالميا، بعد تميزه في قيادة لعدد من المنتخبات الأفريقية كالكاميرون والسنغال والكونجو الديمقراطية، ولن يكون لوروا ناجحا في نظر العمانيين إلا حينما يتمكن من إبقاء الكأس في مسقط كاول مرة في تاريخ المنتخب الاحمر، وهي مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة لاسيما وأن المنتخب العماني هو وصيف البطل في دورتي أبوظبي والدوحة الماضيتين. في المقابل فإن مواطنه المدير الفني للمنتخب الإماراتي لكرة القدم الفرنسي دومينيك باتينيه لن يكون في وضع أفضل منه إذ هو مطالب بإعادة الكأس لأبوظبي، حيث سيدخل البطولة وهو يقود حامل اللقب الذي نجح في تحقيق الكأس لأول مرة في تاريخه في خليجي 18الذي استضافها في يناير 2007بقيادة مواطنه الآخر برونو ميتسو. وليس الأخير بأفضل حظا من مواطنيه لوروا وباتينيه، إذ هو مطالب بإعادة اللقب المفقود للدوحة حينما يدخل هذه البطولة وهو يتقدم المنتخب القطري، الباحث عن تعديل صورته المهزوزة التي ظهر بها في البطولة الماضية بعد أن كان عريسا لخليجي 17التي استضافها عام 2004.وسيكون المدير الفني للمنتخب البحريني ميلان ماتشالا في موقف لا يحسد عليه فهو أكثر المدربين الموجودين خبرة ببطولات الخليج ومنتخباتها، حيث قاد خمسة منها وهي الكويت والسعودية وعمان والإمارات وحاليا يخوض تجربته مع البحرين، وقد سبق أن حقق اللقب مع المنتخب الكويتي في خليجي 14في المنامة، ويتطلع البحرينيون أن يقودهم للقب كأول مرة في تاريخهم. ويعول العراقيون على البرازيلي فييرا كثيرا في إعادتهم لمنصة التتويج بكأس الخليج التي أضاعوا الطريق إليها منذ خليجي 9في العام 1988، وتحذوهم آمال كبيرة في ذلك خصوصا وان هذا المدرب سبق وان قادهم لتحقيق لقب اكبر حينما حققوا معه كأس آسيا الأخير. ويعود السعوديون لبطولة الخليج هذه المرة بقيادة مدربهم الوطني ناصر الجوهر الذي سبق وان حققوا معه اللقب في خليجي 15، وهم يسعون للعودة لصدارة المنتخبات الخليجية بعد غياب لبطولتين حينما فقدوا اللقب على التوالي في خليجي 17و 18.ويخوض المنتخب الكويتي صاحب الرصيد العالي للفوز بهذه الكأس لمغامرة جديدة مع المدرب الوطني محمد إبراهيم الذي سيواجه وضعا صعبا في تحقيق طموحات أنصار الأزرق في ظل الإرباك الذي صاحب المنتخب بعد تجميد الاتحاد الدولي له قبل أن يعود لرفعه مؤقتا لتتسنى له المشاركة في هذه البطولة. ويعلق اليمنيون آمالا كبيرة على المصري محسن صالح في تحسين صورة المنتخب في البطولة التي يشاركون فيها للمرة الرابعة، وتحسين الصورة ليس بتحقيق اللقب إذ هي مهمة شبه مستحيلة وإنما في إحراز مركز متقدم.