في إطار تواصل حمام الدم الإسرائيلي في قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية غاراتها المكثفة، حيث شن الطيران الحربي عدة غارات استهدفت المساجد والجامعات والمنازل وكل ما هو متحرك وكان آخرها غارة استهدفت منزل القيادي في القسام ماهر زقوت في بيت لاهيا شمال القطاع وأدت إلى استشهاد سبعة مواطنين على الأقل، فيما اصيب عدد آخر في غارة اسرائيلية نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء أمس. ووفقا لما رواه شهود العيان من الأهالي فإن المنزل تم اخلاؤه في وقت سابق لكن المصابين والشهداء من بين المارة في الشوارع، وأدت الغارة ايضا الى تدمير المنزل بشكل كامل والى وقوع اضرار في عدد من المنازل المجاورة. وفي وقت لاحق قصفت الطائرات الإسرائيلية سيارة تقل وقوداً في شمال القطاع ما ادي الى استشهاد السائق على الفور. كما استشهد حارس مدرسة تابعة لوكالة الغوث في منطقة القرارة جنوب القطاع، مساء أمس، إثر تعرض تلك المدرسة لغارة اسرائيلية أسفرت عن الحاق أضرار جسيمة بالمدرسة. وتأتي هذه الغارة بعد وقت قصير على غارة أخرى استهدفت منزل القيادي الميداني في كتائب القسام نور بركة في بلدة بني سهيلا شرق خانيونس، ما ادى الى اصابة ثلاثة مواطنين بينهم والدة القيادي التي وصفت حالتها بالخطيرة. وكانت غارة اسرائيلية على منطقة عبسان الكبيرة شرق خانيونس في جنوب القطاع اسفرت عن استشهاد قيادي وثلاثة ناشطين من سرايا القدس وطفل أحد الشهداء. وقالت مصادر فلسطينية أن القصف استهدف المواطنين الذين كانوا يتواجدون بالقرب من مسجد خليل الرحمن، ما أدى إلى استشهاد زياد العبد أبو طير ( 36عاماً) وشقيقه ياسر ابو طير، ونجل ياسر الطفل مهند ( 8سنوات)، ومحمد جلال ابو طير، ومحمد القرا، وجميعهم من سرايا القدس. هذا وقد ذكر الطبيب معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في غزة أن عدد شهداء العدوان المتواصل لليوم الثالث على التوالي وصل إلى أكثر من 345شهيدا بينهم أكثر من 40طفلا وأكثر من 1600جريح، فيما كان 65% من الشهداء من المدنيين. فيما تواصلت الحملة العسكرية الدموية في قطاع غزة؛ واصلت الفصائل الفلسطينية أمس الاثنين قصف البلدات والمواقع الإسرائيلية بعشرات الصواريخ رداً على مجازر الاحتلال في قطاع غزة. حيث اعلنت ألوية الناصر صلاح الدين الذراع المسلح للجان المقاومة الشعبية كيبوتس نيريم شرق خانيونس بصاروخين كما قصفت الألوية تجمع الآليات العسكرية داخل موقع ناحل عوز بصاروخ من طراز ناصر كما قصفت مستعمرة اسديروت بصاروخين من طراز ناصر "3". وقالت الألوية في بيان تلقت "الرياض" نسخة منه، ان هذه العمليات تأتي في سياق الرد على جرائم الاحتلال ومجازره في قطاع غزة. كما أعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى وألوية الناصر صلاح الدين قصف عسقلان بثلاث صواريخ من النوع المطور، وقالت الكتائب والألوية في بيانين منفصلين، إن عناصرهما تمكنت رغم تحليق الطيران الإسرائيلي المكثف في المنطقة قصف مدينة عسقلان بثلاثة صواريخ وذلك في إطار المقاومة والتصدي للتصعيد الإسرائيلي وعمليات القصف. وفي بيان آخر ذكرت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى وكتائب أحمد ابو الريش إطلاق صاروخ من نوع قصير المدى على معبر كرم أبو سالم شرق رفح صباح أمس الاثنين، وشدد البيان "على أن كتائب الشهيد أبو علي مصطفى وكافة فصائل المقاومة عاقدون العزم على مواصلتنا طريق المقاومة والتصدي وعمليات إطلاق الصواريخ ودك مدن ومستعمرات العدو مستمرة للرد على الاعتداءات والمجازر الصهيونية بحق شعبنا وللتصدي للهجمات المستمرة على قطاع غزة وستبقى غزة صامدة وقاهرة للمحتلين وستخرج من هذه المعركة وهي منتصرة بصمود أهلها ومقاومتها مشيرة بأن لا تهدئة مع الاحتلال". إلى ذلك أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن قصف موقع ناحل عوز العسكري بصاروخين من طراز "قدس". وكشفت مصادر إسرائيلية النقاب أمس "أن عضو الكنيست الإسرائيلي افرايم اسنيه نجا هو و حراسه الامنيون بعد أن سقط صاروخ من نوع غراد خلال وجودهم بالقرب من المركز التجاري في مدينة عسقلان. وقالت المصادر إن الرقابة العسكرية سمحت بنشر الخبر "بأن الصاروخ سقط فقط على بعد 70متراً من اسنيه وحراسه الذين أصيبوا بحالة من الذعر". من ناحية أخرى أعلن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي حاييم رامون عبر قناة التلفزيون الإسرائيلية العاشرة الخاصة الاثنين ان الهدف من العملية الدامية في قطاع غزة هو اسقاط حركة حماس. وقال رامون، عضو الحكومة الأمنية المصغرة، ان "الهدف من العملية هو اسقاط نظام حماس". وقال "سنوقف اطلاق النار فورا ان تولى أحدٌ مسؤولية الحكم، اي احد عدا حماس". واضاف "نحن نؤيد اي حكومة اخرى تحل محل حماس". واكد ان "ما يقوم به الجيش (الإسرائيلي) الآن هو منع حماس من السيطرة على الوضع". من جانبه أكد يوفال ديسكن نائب قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الاثنين ان العملية العسكرية ضد قطاع غزة هي في بدايتها والقادم منها سيكون أسوأ مشيرا الي ان هذه العملية ليست ضربة وتنتهي بل تم وضع اهداف لها والجيش جاهز لها تماما. جاءت تصريحات ديسكين هذه خلال لقائه مع رؤساء البلديات في المنطقة الجنوبية في مدينة كريات جات حيث قال: "نحن لا نلاحق فقط عناصر حركة حماس العسكرية، بل سنضرب كل الاذرع العسكرية، وسندمر كل مصانع حماس ومكاتبها ومقراتها"، مؤكداً بأنه لن تبقى بناية واحدة لحماس سليمة، على حد قوله. وبحسب ما ورد في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس الاثنين فقد أكد ديسكن أن الحرب ستستمر حتى تحقيق الأهداف المرجوة، قائلاً: "سنقدم كل ما يلزم للسلطات المحلية لمواجهة التطورات القادمة"، مؤكداً أن طريقة تعامل البلديات وتعاون الإسرائيليين مع الوضع الراهن، سيكون لها تأثير كبير في استمرار الحرب المعلنة ضد قطاع غزة. ويذكر بأن الحكومة الإسرائيلية قررت عدم فتح المدارس بعد انتهاء عيد "الأنوار" عند اليهود، في كافة المدارس في المناطق المحاذية لقطاع غزة، بحيث سيجلس ما يقارب 50الف طالب اسرائيلي في البيوت.