أولى ملاحظات الطعن في مسرى الانتخابات الرئاسية الأوكرانية قدمتها رئيسة وفد البرلمان الروسي نائبة رئيس الدوما لوبوف سليسكايا التي زارت بعض المراكز الانتخابية في العاصمة كييف وأظهرت الكاميرات المرافقة وجود دعايات محظورة لصالح المرشح يوشينكو بما في ذلك وضع غطاء بلون برتقالي على طاولة المركز وأوضحت رئيسة الوفد الروسي أن بعض المراكز فتح أبوابه للعمل متأخرا وليس في الوقت المحدد وأضافت أن أخطر مظاهر الخرق هو عدم إغلاق صناديق الاقتراع في بعض المراكز بشكل دقيق ووجود حيز كاف تماما لرمي أية كمية من أوراق الانتخابات دون أن يؤثر ذلك على ختم الشمع الأحمر باسم اللجنة المركزية الانتخابية. في غضون ذلك لم تسجل اللجنة المركزية حتى بعد ظهر أمس - ساعة إعداد هذه المادة - أية خروقات جدية تستدعي القلق وربما تأتي مثل هذه الملاحظات في وقت لاحق ومن فريقي المرشحين كإجراءات احتياطية تتيح الطعن بالانتخابات. تجدر الإشارة إلى أن أحد رؤساء اللجان الانتخابية من مؤيدي يانكوفيتش في منطقة دنيبروبيتروفسك قد قتل عشية الانتخابات في ظروف غامضة حيث تؤكد معطيات وزارة الداخلية أن عراكا بينه وبين ابنه أسفر عن مقتله على خلفية تعاطي أم الكبائر ..!! وحسب معطيات للجنة المركزية للانتخابات ستجري عملية إحصاء الأصوات دون توقف منذ الساعة الحادية عشرة ليلا ويرجح أن تظهر حتى الصباح نتائج أكثر من خمسين بالمائة من العدد الإجمالي لأصوات الذين ساهموا في هذه الانتخابات . والمثير في الأمر أن الصخب الهائل الذي احتل الشارع الأوكراني خلال الأسابيع الفائتة لم يسجل انعكاسا موضوعيا في الإقبال على الانتخابات على أقل تقدير حتى ساعة إعداد هذه المادة حيث تشير المعطيات الرسمية إلى أن أقل من 20٪ شاركوا في الانتخابات بعد انقضاء نصف الفترة المخصصة للانتخابات من الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء. ومن المرجح أن تزداد هذه النسبة بتسارع مع اقتراب موعد إغلاق الصناديق الانتخابية . ويلاحظ في غضون ذلك إقبال واضح على التصويت في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية في روسيا حيث يتابع المواطنون الأوكرانيون التدفق إلى مبنى القنصلية الأوكرانية في موسكو وسانت بطرس بورغ ويقارب عدد المثبتين في لوائح الانتخابات في روسيا عشرين ألفا. وكان الناخبون الاوكرانيون قد توجهوا أمس الاحد إلى مراكز الاقتراع للتصويت من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد. ومن المتوقع فوز رئيس البنك الوطني السابق فيكتور يوشينكو الذي يؤيد توثيق العلاقات مع أوروبا على رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش الذي يؤيد توثيق العلاقات مع روسيا. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في موعدها ولم ترد أنباء عن وقوع انتهاكات لنظام الانتخابات. وتضم القوائم الرسمية 37,1 مليون ناخب. ويراقب الانتخابات أكثر من 300 ألف أوكراني بالاضافة إلى 12 ألف مراقب أجنبي. وهذه ثالث مرة يدلي فيها الناخبون الاوكرانيون بأصواتهم في غضون 56 يوما.وكان يانوكوفيتش فاز في انتخابات الاعادة ضد يوشينكو في 21 تشرين الثاني - نوفمبر ولكن المحكمة العليا ألغت النتيجة بسبب ما رأته تلاعبا في التصويت وأمرت بإعادة الانتخابات. إلى ذلك، اكد سكان كييف خلال توجههم الى مراكز الاقتراع أمس انهم ملوا من التصويت واتعبتهم «الثورة البرتقالية»، ويأملون ان تكون هذه «آخر جولة انتخابية» قبل الاحتفال باعياد نهاية السنة بهدوء. وصرحت فالنتينا تيمتشنكو المتقاعدة وهي تحمل قبعة ومنديلا من اللون البرتقالي على غرار زينة شفاهها «اصوت بكل وفاء ليوتشنكو. آمل ان تكون هذه آخر جولة. اصوت من اجل حياة افضل، اذا لم يكن ذلك ممكنا لمصلحتي فمن اجل ابنائي واحفادي». ورغم انهم يترددون في التحدث الى المراسلين الاجانب فان الناخبين سرعان ما يخوضون في نقاشات حول احداث الايام الاخيرة والتظاهرات التي نظمتها المعارضة في ساحة الاستقلال في قلب كييف ودامت اكثر من اللازم، على حد قول بعضهم. وقالت المهندسة ليديا كاربنكو «لقد تعب الجميع. آمل ان تكون هذه آخر جولة ثم ليتركوا الناس يخرجون الى الشوارع للاحتفال بفوز» المعارض الموالي للغرب فيكتور يوتشنكو. واضافت ان «السلطة تحتضر وعلقت في مأزق ولا تريد الاعتراف بهزيمتها». واعربت امراة اخرى متوسطة العمر تدعى اولينا نيكراسوفا عن الامل «في ان تجري هذه الجولة الاخيرة بدون تزوير». واكدت انها ستنتخب يوتشنكو لانها تعتقد انه «قادر على ارساء النظام». وبشكل غير مباشر اقر متقاعد فضل عدم كشف هويته انه صوت لمصلحة المرشح الموالي للروس فكتور يانوكوفيتش. وقال «لا اصوت للبرتقاليين بالتأكيد. لست شبحا مثلهم، اصوت للشخص الذي نحتاجه». واوضحت ناديا ليفتشنكو التي صوتت مثله ان خيارها قائم على اسباب دينية حيث ان الكنيسة الارثوذكسية الاوكرانية وبطريركية موسكو دعمت يانوكوفيتش. فقالت «اصوت للارثوذكس ليانوكوفيتش واصلي ليلا ونهارا ليفوز».