ألقى أستاذ الأنثربولوجيا بجامعة الملك سعود الدكتور سعد العبدالله الصويان مؤخرا في القاعة الثقافية بنادي حائل الأدبي محاضرة بعنوان "التداخل بين التاريخي والأسطوري في الثقافة الشفهية: نماذج من المنطقة الشمالية" وقدم المحاضرة عضو مجلس إدارة النادي ناصر البكر حيث عرض لسيرة الصويان. بعدها انطلقت المحاضرة بعد أن قدم الصويان شكره لأدبي حائل ثم قال إن القاص الشفهي للأحداث يسرد الأحداث ويضطر إلى استخدام أسلوب شيق، وقال: إن السالفة والقصائد تجتذب المتلقين ليعمد الشعراء إلى أسلوب القصة وقال إن السالفة التي تسبق القصيدة تضيء لها والقصيدة هي التي تحفظ السالفة وتحفظ أيضاً صاحب السالفة. وقال إن السرد الشعبي تداخل فيه الأسطورة مع التاريخ في الرواية الشفوية التي تتأثر برواتها الذين ينقلوها إلى السامع ومثل الأساطير التي تداخلت مع الروايات التي يتناقلها الناس في الجزيرة العربية واستعرض تغريبة بني هلال التي يمكن للمدقق فيها أن يلحظ اثر الأسطورة فيها، مستشهداً برواية سمعها قرب جبل حوران في سوريا حول التغريبة وشخصية ذياب بن غانم والزناتي ثم الروية حول العشق في الشعر، وكذلك قصص الرحلات التي يتناقلها الناس مؤكداً أنها تقوم على حقيقة القصة التي حدثت لكن الرواة يروونها كما يفهمونها وقد يضيفون لها بعض المحسنات والأجواء التي تأتي متوافقة مع الظروف المكانية والزمانية التي تروى فيها مركزاً أن القيمة الحقيقية للروايات الشفوية في مضمونها وأحداثها بل في طريقة التعامل مع الحدث داخلها وما تمر به من ظروف اجتماعية وعاد ليؤكد أن لا تزيد عن كونها نظم سياسية استفادت من المصطلحات الجاهزة في الحياة فتحول الحليف الذي شكل القبيلة إلى ابن عم وهو ليس قريباً حتى يأخذ هذا المصطلح، ثم عاد إلى كم التغير في الرواية الشفوية، وقال: إن القصة المشهورة لعقاب وحجاب تتداخل شخوصها عند بعض الرواة ويتحول الأخ إلى أب والعدو إلى والد، وأضاف: انه استمع لعدد من الروايات الشفوية من أكثر من راو تجعل كل من يرويها وفق طريقة لا توافق الآخر. بعدها جاءت المداخلات وأولاها كانت من الأستاذ ساير الجزاع حول مدى الاستفادة من الرواية الشفهية في التاريخ. والإعلامي الأستاذ رشيد الجار الله والمهندس حسني محمد جبر.