استهجن قطاع الأعمال في السعودية الشائعات التي تطارد بعض الشخصيات فيه، ومن ذلك ما يتعرض له خالد الشثري الذي أطلقت خلال اليومين الماضيين شائعة بوفاته تعد الثالثة من نوعها. ووفقاً لاقتصاديين ورجال أعمال فإن الشائعات الملاحقة للشثري الذي يرأس مجلس إدارة ثلاث شركات في السوق السعودي، تعد ضريبة نجاح وشهرة يدفعها نجوم المجتمع عادة، لافتين إلى أنها أحياناً قد تضر بموقف الشركات المالي إذا ما كان المعني بها مسؤولاً كبيراً في الشركة. وطالبوا الجهات المعنية ومنها هيئة السوق المالية بملاحقة هؤلاء ومعاقبتهم، بالنظر إلى أن إشاعاتهم قد تضر بأسهم شركات مدرجة في السوق السعودية وتخالف نظام الهيئة الذي يعاقب الذين ينشرون معلومات وبيانات تحوي تدليساً. وكانت مواقع إلكترونية قد تداولت أمس الأول، خبراً مكذوباً يفيد وفاة رجل الأعمال السعودي خالد الشثري، كما انتشرت هذه الأخبار من خلال رسائل نصية عبر الهواتف المتنقلة. وعلق الشثري على هذا الموضوع قائلاً:" ناشروا هذه الشائعات مرضى نفسيون أرجو الله أن يعافيهم، للمرة الثالثة يطلقون شائعة مقتلي ووفاتي، لا أدري ما هي مقاصدهم من مثل هذه الأفعال، وعموماً الأعمار بيد الله لن يؤخروا ولن يقدموا شيئاً". واستبعد وجود أي تأثير سلبي مباشر على الشركات التي يرأس مجالس إداراتها، مضيفاً:" رغم تداول هذه الأخبار على نطاق واسع أمس الأول في مواقع الكترونية إلا أن ذلك لن يؤثر على الموقف المالي للشركات لأنها ستسير أعمالها سواء كانت هذه الشائعات أو لم تكن، ولن يؤثر فيها غياب خالد أو غيره". وذكر الشثري أنهم إن تثبتوا من مصدر هذه الشائعات فإنهم لن يتوانون عن مقاضاته، نافياً أي علاقة أو دور قد يكون لهيئة سوق المال في متابعة مطلقي هذه الشائعات ومروجيها. من جهته، قال فهد الفريان العضو المنتدب لشركة المنتجات الغذائية إن الشائعات عادة ما تطارد الذين يحضون بقدر من الشهرة مثل نجوم مجتمع الأعمال وعادة ما تكون بإشاعة وفاة رجل الأعمال أو إفلاسه مستغلين غياب المعلومات الحقيقية والصحيحة، وفي الفترة الأخيرة تقلصت الشائعات لتوفر المعلومات في وسائل الإعلام وفي الشبكة العنكبوتية، وانتهت فترة ازدهارها التي كانت قبل أعوام. ولفت الفريان إلى إشاعة تعرض لها خلال الفترة الأخيرة وذلك بإشاعة خروجه من سوق الأسهم قبل الانهيار الذي أعقب الأزمة المالية العالمية، مستدركاً بقوله:" لم أخرج كنت موجوداً في السوق .. أنا مستثمر ولم أخرج من السوق .. وهذه ضريبة النجاح". وأشار إلى أن هذه الشائعات قد تؤثر في موقف الشركات المالي، وبخاصة إذا كان ضحية الإشاعة مسؤولاً كبيراً في هذه الشركات وموقعه الإداري مركزياً ومؤثراً، مضيفاً:" نمثل على ذلك ب بيل قيتس الذي لو أطلقت إشاعة قوية تؤثر به لتأثر معها موقف شركة مايكروسوفت ولهبطت أسهمها". على الصعيد نفسه، ذكر الدكتور سالم باعجاجه أستاذ الاقتصاد بجامعة الطائف أن الغرض من إطلاق مثل هذه الإشاعات هو زعزعة الموقف المالي لبعض الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية، وذلك من خلال إشاعة وفاة مسؤول مهم فيها. وأضاف:" الموقف المالي للشركات يتعثر عند فقدان مديرين متنفذين فيها، وهؤلاء المغرضون يهدفون إلى التأثير سلباً على هذه الشركات والعمل على إحداث انهيار وهبوط في قيمة أسهمها". وفيما يتعلق بأسباب إطلاق مثل هذه الشائعات، أوضح باعجاجه أن مطلقي مثل هذه الشائعات قد تكون لهم مواقف سلبية مع الشركة أو مع الشخص نفسه، ويكنون له العداء. وطالب أستاذ الاقتصاد بجامعة الطائف، بملاحقة الذين يقفون خلف مثل هذه الشائعات حتى لايمتد تأثيرها على التعاملات في سوق الأسهم السعودية، مبيناً أن هيئة السوق المالية إحدى الجهات التي ينبغي أن تشارك في ملاحقة هؤلاء لمخالفتهم نظام السوق عبر التدليس في تقديم المعلومات. وزاد:" هؤلاء قدموا معلومات وبيانات مغلوطة تحوي تدليساً، لا بد من تدخل هيئة السوق المالية لأنها معلومات مغلوطة، قد تكون لها انعكاسات سلبية على شركات مدرجة في سوق الأسهم السعودية". من جانبه، قال بدر المنيف رجل الأعمال الناشط في مجال تجارة العود والعطور إن الشائعات التي تطارد رجال الأعمال قد تتسبب أحياناً في التأثير سلباً على أنشطتهم التجارية، مستدركاً بقوله:" قد تتأثر عقودهم مع بعض الشركاء، وقد يقل الإقبال على منتجات شركاتهم وخدماتها". ولفت المنيف إلى تأثير سلبي أكبر قد يطال رجل الأعمال في محيطه العائلي، بالنظر إلى ما يسببه وقع صدمة وفاة فرد من أفراد العائلة، أو تعرضه - لاسمح الله- إلى مكروه سواء إفلاس أو ماشابهه.