أعلنت الميزانية العامة للدولة لعام 2009 التقديرية بكل ما تحملة من مصاعب لعام 2009 المتوقعة مع الأزمة المالية ، ولكن يجب أن نعود إلى ميزانية 2008 التي طويت ونطرح تساؤلات حولها ما الذي تم إنجازه ؟ لقد كانت ميزانية 2008 قبل بدء العام المالي تحمل من المشاريع والآمال والوعود الشيء الكثير ، وكانت أكبر ميزانية إنفاقية فقد تم إنفاق ما يتجاوز مبلغ 500 مليار ريال فعلياً خلال السنة ، ولكن وزارة المالية أو وزارة التخطيط لم تظهر لنا في نهاية السنة المالية ماذا تم إنجازه مقارنة مع الأهداف ، فكم كان عدد المدارس المستهدف قبل بداية عام 2008 وماذا تم إنجازه فعليا ، فإذا كانت الوعود مثلا بإنجاز 500 مدرسة بمختلف المستويات يجب أن ندقق الآن بنهاية العام كم أنجز من مدرسة وبكم المبلغ مع المعتمد ، كذلك المستشفيات والمراكز الصحية ماذا كان الهدف وماذا كان الإنجاز على الأرض ، ماذا عن الكهرباء والمياه والزراعة والطرق والجسور وفرص العمل ، الكثير مما نحتاجة " كمواطنين ومراقبين " يجب أن نعرفه ماذا تم على أرض الواقع من إنجاز . فهل الأرقام المالية والمبالغ التي رصدت ببداية العام " كتقديري " قد تم أنفاقها وتحققت الأهداف ، لأننا لا نزال نرى أزمة المدارس على مستوى المملكة لازالت فل سكنية وبيوت مواطنين ولا تحمل من سمات المدراس النموذجية شئاً ، ولانزال نرى طوابير المحتاجين للمياه كل صيف ولم يتغير شيء كثير ، المستشفيات فهي قصة أخرى ولا تأمل أن تأخذ حاجتك الطبية لك أو لمن تحب خلال يومك أو تجد سريرا مباشرة إن احتجت ذلك ، ناهيك عن المقاعد الجامعة وفرص العمل وغيره الكثير . الجميع يشيد بالميزانية وهذا سأتفق معهم عليه، ولكن حين يتم سؤال أي " محلل " ماذا كان مستهدف من مدراس ومستشفيات ومشاريع وما تم إنجازه أشك أنه يعرف الأعداد والأرقام إذاً ما هو مبرر الإشادة المسرف ؟ قد تكون حققت الميزانية والوزارات أكثر مما استهدف بأقل تكلفة وهذا ما أمل به وولي الأمر والحكومة المسؤولة ، ولكن نحتاج نشر إعلام أن يقال بتصريحات رسمية واضحة ، كان هدفا كذا وتحقق كذا ، وإلا كيف سيكون قياس الأداء والمحاسبة ، فنحن نطوي ميزانية وراء ميزانية ومشكلاتنا على الأرض لا تتغير ، إذا أين الحقيقة من كل ذلك . اعتقد يجب علينا كمحللين ومراقبين أن نبتعد عن المجاملة أو إظهار أن كل شيء " تمام " وأن نكاشف الوزارات والهيئات الحكومية ، ماذا كانت الأهداف وماذا كانت الإنجازات على الأرض آخر العام ؟ لكن حين يكون الهدف غير معروف والإنجاز غير منشور ، ونقول أن نقدم أفضل مالدينا ، فهناك قبول ومعنى لكل ذلك ؟ أم نصفق لأن الآخرين يصفقون ؟ والغريب نجد من الغد أن من أثنى وأشاد بالميزانية ينتقد أين المدراس والمستشفيات والماء والكهرباء وغيرها !!