رأى مسؤول اسرائيلي كبير في وزارة الحرب أمس ان المواجهة باتت حتمية مع (حماس) في قطاع غزة، وذلك بعد يومين من اعلان انتهاء التهدئة بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية. وصرح المسؤول لوكالة (فرانس برس) طالبا عدم كشف اسمه ان "الطريق الذي نسلكه بشأن غزة واضح. الوضع في غزة غير واضح ولا يحتمل. اعتبارات الجيش هي التي ستقرر توقيت الاحداث". وعقدت الحكومة الاسرائيلية صباح أمس اجتماعا هو الاول منذ انتهاء التهدئة الجمعة بينما اطلقت عشرات من قذائف الهاون من غزة على جنوبفلسطينالمحتلة رداً على الاعتداءات الإسرائيلية. وقد اطلقت ثمانية صواريخ وقذائف هاون مجددا أمس على الاراضي المحلتة ما ادى الى اصابة عامل أجنبي بجروح طفيفة، حسبما ذكرت منظمة (نجمة داوود) التي تقوم بمهام الصليب الاحمر. والسبت شنت (اسرائيل) عدواناً اسفر عن استشهاد مسؤول في كتائب شهداء الاقصى الجناح المسلح لحركة (فتح). ومع اقتراب موعد اجتماع الحكومة دعا وزراء الى رد عسكري اكثر حزما ضد (حماس). وقال وزير التجارة والصناعة ايلي يشائي "في اللحظة نفسها التي تستهدف فيها (اسرائيل) يجب ان نرد بقوة لضرب قدراتهم". من جهته، قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي حاييم رامون ان (اسرائيل) يجب ان تخرج (حماس) من السلطة في غزة. وقال رامون الذي ينتمي الى حزب كاديما (وسط) الحاكم "ما نريده هو انهاء نظام (حماس) في غزة. انه قرار استراتيجي يجب ان يتخذ". واضاف ان "وقف اطلاق النار عزز (حماس) واضعفنا عسكريا ودبلوماسيا على حد سواء. علينا استخلاص العبر وتغيير السياسة". وبدا رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت أقل توتراً. وقال ان "حكومة مسؤولة لا تتعامل بتعجل مع فكرة شن حرب لكنها لا تستبعدها. بالتالي سنتخذ الاجراءات اللازمة". اما وزير الحرب العمالي ايهود باراك فقد دعا المسؤولين الاسرائيليين الى مزيد من ضبط النفس. وقال "لا يمكننا قبول الوضع في غزة. اصدرت توجيهات الى الجيش والاجهزة الامنية للاستعداد لكن الخطاب الحربي مضر وغير مجد". وذكرت تقارير إسرائيلية أمس أن قوات الاحتلال توشك على شن عدوان عسكري واسع على قطاع غزة بحجة إطلاق الصواريخ الفلسطينية. ونقلت صحيفة "يديعوت احرنوت" عن مسؤولين عسكريين كبار تأكيدهم أن الجيش يوشك على الشروع بهذه العملية الواسعة في القطاع. وأضافت أن المصادر ترى أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة ومن خلال استمرارها في إطلاق الصواريخ لم تترك للجيش الإسرائيلي أي خيار سوى شن هجوم واسع هناك للقضاء على البنية العسكرية لحماس والفصائل المسلحة الأخرى. ونجت مجموعة من رجال المقاومة الفلسطينية صباح أمس من قصف إسرائيلي استهدفهم في شمال قطاع غزة بصاروخين على الأقل. وقال شهود عيان إن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخين باتجاه منصة لإطلاق الصواريخ عند قبة قليبو شمال القطاع، دون أن يسفر القصف عن إصابات في صفوف المقاومين أو المواطنين. ونفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" علمها بما روجته بعض وسائل الإعلام عن وجود اتصالات بين الحكومة المصرية والاحتلال الإسرائيلي حول تمديد التهدئة في الأراضي الفلسطينية، في الوقت الذي أكدت أنها مستعدة لكل الاحتمالات. وقال القيادي البارز في الحركة إسماعيل رضوان في تصريحات صحافية "نحن نعتبر أن التهدئة قد انتهت ولم نقم بتجديدها، والاحتلال هو الذي يتحمل المسؤولية عن انهيار وفشل التهدئة لعدم التزامه باستحقاقات التهدئة السابقة". وكانت مصر أكدت وجود اتصالات مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي حول التهدئة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي إن الاتصالات مع (إسرائيل) مستمرة حول التهدئة.