أشعر أحياناً أن العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمع السعودي تشبه العلاقة بين خصمين لا شريكين..؟؟ الإشكال في الأمر ان البعض من الجنسين ينغمس في تصديق تلك الخصومة ويتعامل مع الآخر وفق مؤثراتها..؟؟ مع أن الأمر في حقيقته ليس كذلك بل إن العلاقة بين الرجل والمرأة كانت وما زالت وستظل أجمل أنواع العلاقات الإنسانية.. لأن تبادل المنافع في تلك العلاقة لا يرتبط بمصالح أو يرتكز على قيم اقتصادية بل هو ارتباط يرتكز على مشاعر وأحاسيس سواء كانت علاقة الأم بابنها أو الأخت بأخيها أو الزوجة بزوجها.. أو العكس الأمر ليس خاصاً بجنس دون آخر..، الحاجة للحب والانتماء لعلاقة إنسانية لا تخص المرأة فقط بل الرجل أيضاً يحتاجها.. عملية التصادم الاجتماعي بين الجنسين ليست وليدة اللحظة ولكنها عملية تراكمية انخدع فيها البعض وخاصة الشباب..، ولعل ولع بعض الفتيات بتحقيق المساواة يؤكد ذلك رغم أن المساواة بمفهومها الموضوعي موجودة أساساً وبنصوص شرعية ولكن الإشكالية تكمن في المفهوم الاجتماعي للمساواة إذ انه لا يتفق مع طبيعة دور كل نوع في المجتمع ولعل التكامل الذي أراده الله بين الجنسين كان أساس مرتكز المساواة في منظورها الديني والقانوني.. منهجية التكامل بين الجنسين لم تنف حقوق أحدهما على الآخر ولم تختلف مع واجبات أحدهما على الآخر.. بل هي ارتكزت على تلك الحقوق والواجبات كمحورين لتوازن كفتي الميزان بين الرجل والمرأة..فلا حقوق بدون واجبات ولا واجبات بدون حقوق وان أهدر أحدهما واجباته فليس له حق المطالبة بحقوقه وهومنهج إسلامي.. الرافد الثقافي لبعض الشباب يزعزع بشكل حاد ثقته في الجنس الآخر، سواء كان هذا الرافد تفككاً أسرياً أو ضعف أحد الأبوين وتعسف الآخر..، أو رافداً إعلامياً يكرس فكرة الصراع بين الجنسين..، أو الموروث الثقافي الذي يؤكد حتمية أن يبتدئ كل طرف حياته الأسرية مع الآخر وفق منهج عسكري والبطل من ينتصر على الآخر وليس من يسعد نفسه ويسعد الآخر.. خطورة الإشكال أن هناك صراعاً بين الجنسين في مجتمعنا السعودي وبحثاً نسائياً عن المساواة بمفهومها الغربي القديم أي قبل أكثر من مئة سنة.. وفيما المجتمع الغربي والمرأة الغربية على وجه الخصوص يحاولان تصحيح خطأ إقحام المرأة في مواقع ترهقها ولا تحقق لها المساواة المطلوبة نجد بعض نسائنا للأسف يقعن في نفس الخطأ رغم أن المساواة موجودة في الدين الإسلامي، وثقافة المجتمع هي التي أرادت المرأة في الخلف متوارية وراء العيب تارة والحرام تارة أخرى وفق منظور إنساني وليس ربانياً..