قد يعتقد بعضهم أن المرأة ككاتبة تتعاطف مع المرأة من دون تمييز، بل إن بعضهم ينعت إعلامنا الصحفي على وجه الخصوص بإعلام حقوق المرأة، قد يكون هناك شيء من الصحة، ولكن لننظر إلى الأمر من زاوية أخرى، وهو أن مفهوم الحقوق للإنسان مفهوم حديث ليس عند نسائنا فقط بل عند المجتمع ككل والنساء على وجه الخصوص، حيث ارتبطت المرأة لسنوات عديدة بثقافة الواجب فقط.. وكثير من نسائنا يعتقد أنها بلا حقوق؟.. والنتيجة أن بعضهم استعذب تلك المعلومة وبات يروج لها كما لو كانت اختراع العصر مع أنها في واقع الأمر جزء حقيقي من منظومة منهج الحياة الذي سنه الله وعمل به رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام.. الإشكال ليس في رواج مفهوم الحقوق ولكن في خلل تحديده عند بعضهم... بعضنا مازال يربطه بسلسلة الواجبات المطلوب من المرأة تنفيذها من دون إمعان العقل.. وفي المقابل توجد فئة أخرى لا تقل قسوة على المرأة حيث تريد منها أيضا أن تسير في قافلة التغيير من دون إمعان العقل. ولعل ما يؤكد ذلك أن بعضاً من النساء وخصوصاً الفتيات الشابات يطالبن بالمساواة مع الرجل وتلك اشكالية خطيرة لأنها ظلم للمرأة، وإجحاف في كثير من حقوقها؟.. نعم المرأة والرجل يكمل بعضهم بعضاً، وليس في حالة ندية لتتم المساواة. والأكيد أن تحقيق تلك العدالة في الحقوق والواجبات لا يتطلب جهداً بحثياً خارجياً، أبداً.. فقط علينا قراءة كتاب الله وانتهاج سنة نبيه لتحصل المرأة على حقوقها التي تتفق مع فطرتها وليس مع الأصوات النشاز، وان تظاهرت بمناصرة المرأة..، نعم استقراء المنهج الإسلامي يكفل أهم وأعمق حقوق للمرأة بل انه يضعها في منظور المساواة الذي أراده الله من خلال كتابه ورسالة نبيه وليس من خلال بشر، تارة تعتقد أنها وصية على المرأة وتارة تعتقد أنها وصية على الدين.. وبين هذا وذاك تضيع كثير من الحقائق الخاسر ليس المرأة فقط بل المجتمع ككل، إذ إن إعطاء الحقوق للإنسان وتحقيق العدالة كما أرادها الله عز وجل من شأنه أن يرفع من شأن الأمم ولنا في العصور الإسلامية الأولى خير شاهد حين كانت المرأة تؤدي دورها كما شرعه الله في كتابه.. الوقت الحالي يمثل بكل تناقضاته عملية مخاض لابد أن يعيشها المجتمع السعودي، وخصوصاً في الجانب الحقوقي عموماً؛ لأنها ثقافة جديدة؛ ولأنها ثقافة ترتبط بغير عامل منها القوانين والتشريعات والعادات والأعراف؛ ولأنها ايضاً ترتكز في وقت مضى على مفهوم الحميّة - بتشديد الياء - أو منهج الفزعة العنصرية، وان ارتكزت في ظاهرها على بعد ثقافي غير عادل غالباً.. عملية التغير الحالية أتوقع أنها تكشف كثيراً من الأغطية وتنفض كثيراً من الغبار، والأكيد أنها بوعينا سوف تساعد على وقوفنا على حقيقة الثقافة الحقوقية وفق شريعتنا السماوية، وليس وفق رؤية البشر وان تغيرت الأقنعة.