برغم بدء برودة الأجواء في المنطقة الوسطى لا يزال الكثير من محبي السياحة في البر ، والتنزه حول مواقع الخضرة والماء التي عمت المملكة بفضل الله بعد هطول أمطار غزيرة ، يحرصون على مواصلة رحلات البر والتعرف على المواقع الجميلة في مختلف مناطق المملكة . ومنطقتا الرياض والقصيم حظيت بجانب من جمال الطبيعة بعد موسم المطر ، وجريان عدد من الأودية بعد سنوات جفاف طويلة ، ومما دفع الكثير على التخييم خلال الأسابيع الماضية والاستمتاع بالأجواء الجميلة ، بل وهناك من حرص على تسجيل هذه المواقع ورصدها وتوثيقها بصور " الكاميرا " الثابتة والمتحركة ، وهناك من ذهب الى ابعد من ذلك وحرص على رسم جمال الطبيعة الخضراء والماء بأنامله . عبدالرحمن الصانع نائب رئيس لجنة الفنادق والوحدات السكنية بغرفة الرياض ومهتم بشئون السفر والسياحة ورحلات البر ، استعرض بداية هذه الأمطار على الرياض والقصيم ، ووصف عددا من المواقع التي تميزت بالطبيعة الجميلة بعد نزول الماء عليها وفي بداية حديثه يؤكد " ً أن الأمطار لا تسقط على الجزيرة العربية بشكل سنوي موسمي إنما تتفاوت من سنة إلى أخرى وأحياناً تمكث سنوات طوال لا يأتي فيها المطر إلا على بعض من أجزاء الجزيرة العربية أو تأتي في غير موسمها فلا تستفيد الأرض منها . أيام المطر كان يوم الأربعاء الموافق : 05/نوفمبر لعام 2008م بداية لثلاثة أيام متوالية مشهودة حتى يوم الجمعة ، حيث انشقت السماء بهطول أمطار وبكميات كبيرة على المنطقة الوسطى والشمالية منها وشمال الشرقية ، لم تشهد المنطقة لها مثيلا منذ سنوات طوال امتلأت فيها الأودية والغدران ، ولعل خير شاهد على كبر حجم كمية الأمطار ، هو جريان وادي الرمة بقوة بعد إمتلائه لأول مرة منذ أكثر من خمسين عاماً ، وهذا الوادي من أكبر أودية الجزيرة العربية يبدأ من قرب المدينةالمنورة حتى نفود الثويرات بطول ( 600 ) كلم شمال شرق مدينة الزلفي ، وقد وصل جريانه في السابع من نوفمبر حتى مشارف مدينة عنيزة ، فوق ذلك تميز نزول هذه الأمطار في وقت ( الوسمي ) الذي يأتي بعد نهاية نجم سهيل ، ويبدأ الوسمي من 16/أكتوبر وحتى : 06/ديسمبر ، وهو يتميز بالدفء نهاراً والبرودة القليلة ليلاً فإذا وافقه نزول المطر ( يُسم ) الأرض بالاخضرار فتظهر النباتات البرية والتي منها الشيح ، والروض ، والنفل ، وهي من النباتات الطيبة الرائحة ، كذلك يظهر الفقع ( الكمأ ) وهو يشبة البطاطس ويعمل منه وجبة لذيذة طيب طعمها غنية بالبروتين يعشقها معظم أهل الجزيرة العربية . وأضاف الصانع في حديثه " أن كثرة الأمطار كونت عشرات التجمعات المائية ومكونة لبحيرات خلابة ، وهي بدون مبالغة مشابهة لبحيرات جنيف الشهيرة ، وبعض من تلك البحيرات تقع على ضفاف الرمال الذهبية لتجسد منظراً آخاذاً ، وروضات خضراء منتشرة تسر الناظرين ، وتلك العوامل التي ظهرت بالصحراء جلبت مئات السيارات وهي تحمل ألوف البشر من الشباب والعائلات مشكلة وفوداً سياحية جماعية وأفراد خصوصاً في عطلات نهاية الأسبوع التي أعقبت المطر وزادت في فترة عطلة الحج ، وهي تزور تلك المواقع مشَكلة طابوراً هائلاً من السيارات . وحرك ذلك سوق ( السياحة ) البرية كنصب الخيام في الأماكن التي يختارها ( سواح البراري ) مع التجهيزات الأخرى من فرش وماء وحطب ، وكذلك نشطت سوق بيع مستلزمات الرحلات العديدة ، وعملت محطات الوقود التي تقع في طرق أماكن الروضات والبحيرات بكامل طاقتها تلك ، وفي تقديري أن ألوفاً من سياح ( البراري ) صرفت ملايين الريالات في عطلة حج هذا العام على السياحة ( البرية ) ، وقد فضلت زيارتها على الذهاب كما جرت العادة إلى دبي وبيروت والقاهرة ، لأنهم يجدون في تلك الرياض والبحيرات ما يسر الناظرين وما ينعش القلوب ويبهج النفوس ويجدد النشاط والحيوية . وتناول الصانع أهم الأماكن ومواقعها وبعدها عن العاصمة الرياض ، ونصح من يرغب الوصول لتلك الأماكن أو غيرها استخدام جهاز تحديد المواقع ( ماجلان G . P . S ) والمبرمج فيه خرائط ( الفارسي ) المعروفة فهذا الجهاز له فوائد عديدة أهمها أنه يحميك من الضياع ويوصلك إلى المكان الذي اخترت بسهولة ومن تلك الأماكن التالية : * روضة التنهات : التي جمعت بين الربيع والمياه والرمال تبعد عن الرياض ( 190 كم ) وهي على طريق الثمامة . * روضة خريم : وتتميز بقربها من الرياض فهي تبعد ( 80 ) كم على طريق الدمام ثم مخرج رماح تليها مفرق روضة خريم ، وكساها الربيع باللون الأخضر . * فياض ورياض الصمان : منها أم المصران أرضها خضراء وبها شجر السدر تبعد ( 260 ) كم كذلك شقران ، أم قيصوم ، ، المعترضية ، فياض غرب الرفيعة ، القراين ، كحليله ، حسناء السبق ، الحصيبات وغيرها . البحيرات : بحيرة كسر الزلفي بطول ( 11 ) كم تقريباً تبعد عن الرياض حوال ( 300 ) كم بحيرة قاع ثرمداء تبعد عن مرات عشرة كلم . بحيرة الحقاقة بجوار روضة نورة . أودية تمير ورويغب . وادي الشوكي يبعد ( 48 ) كم شمال مدينة نجير التي تبعد عن الرياض ب ( 140 ) كم والوادي طوله ( 65 ) كم وعرضه كيلو فيه أشجار الطلح والسدر وأرضه مكتسية بالزهور والنباتات البرية .