لا يدوم حال من يأمر فيطاع.. ويهنأ قدر المستطاع...هذا الزمن تدور دوائره.. والمرء إلى مصير صائره.. ولقد رضيت في هذه الدنيا بأحوالي.. فما تجدي الشكوى وكل الناس أمثالي؟! غير أني أبحث عن شيء لا أجده.. كلما قاربت منه ألقى من بالعسر يزده.. فأضيق ذرعاً.. وأسكب دمعاً.. عل عرش الحزن يطاح.. فلا أزداد إلا جراحا.. وأصمت.. عل آلامي تمت.. حين لا أجد من للصوت يسمع.. أو للهم يدفع.. أترجم الألم حديثاً أنطقه.. لكنه لا يصدقه.. وأخفف من فورة الحب كي يتحمله.. فأجده لا يتقبله..! أي عاطفة أبذلها وتبذلني.. من أجل من لا يفهمني.. وأي زمن أود العيش فيه بصفاء.. فيقول: كم هذا هراء....! علمت أن لم تدم على قلب امرئ سيادة.. وما قد طمعت في زيادة.. غير ألا يذهب الحب التجافي.. فتقطع آمال التصافي.. إذ ليس للبوح موعد.. كما للحب موقد.. يا من يؤرقني نأيه.. ويستميلني رأيه.. لا يقصد القلب المحب إلا من به يهنأ.. وفي الأكدار لا يصبو إلى أحد بل إليه يلجأ... فهل يقابل بالصدود.. بالتجاهل والجمود.. يلقى بوادي الهم والحبيب متفرج.. لا هم له إلا أن يكون متغنجا.. يريد الحب لا يطلب شيئاً سواه.. وليس الحب كاللعب فالحب فرح وآه... يأبى العتاب يقول إفك ما أقول..يؤلمني ولا أدري لم اختاره بوحي العجول.. حقاً.. لا يبذل الحب في الدنيا كثيراً.. يروم المواطن وفي واحد يكون غزيراً.. لا يمنع المزن شيئاً عما تحمل.. إلا ارتطام بذي جلد لا يمهل.. وها أنت في طريقي.. ها أنت يا رفيقي.. ليس مني.. ما أحمل من حب فإني.. أتبع بذاتي إلى منظومة الأقدار.. وحين أحببتك لم أكن أملك الخيار... إنه القلب الذي طالما كسر رؤوس الشامخين.. حين خفق واستشد فباتوا بعد سيادة مستعبدين.. أتبصره يا هذا.. مضطرماً مهتاجاً.. قد أحببك جهد الهوى.. حتى من رفعة هوى... أغفر له الحب الذي غلى.. فسحاب الصيف لا يطول إلا وانجلى.. وبالخير فلتذكره.. واعذرني واعذره.