أجزم أن جميعكم تابع بتشوق كبير حالة الاحتقان النصراوي الأخيرة بعد الخسائر الثلاث من الأهلي نتجت عن خسارة "الحلقة الأضعف" في البطولات والمسابقات المدرجة ضمن جدول الأعمال وأرجو ألا يتم سؤالي عن الجدول ولا عن الأعمال والحلقات والفصول المثيرة التي وقعت في الساحة الإعلامية الصفراء ولتكتشف فجأة أن الأمر برمته لا يوجد فيه ما يستحق الإثارة فالقضية ليست بذات الصورة "المتضخمة" التي خرجت به والأطراف المعنيين ليسوا متفقين ولا مختلفين ومحاور الاختلاف أساساً غير موجودة وما تم طرحه كان في مجمله "ترسبات" من الماضي. وحين تفكر وتنظر للأمور من زاوية بعيدة غير مرتبطة بالأحداث تكتشف ومن خلال قرائن وشواهد تاريخية موثقة أن النصر (البطل) الذي كان يقارع الخطوب تحول بفعل عوامل التعرية إلى ما يشبه صاحب المرض المزمن وقد ثبت أن النصر يعاني من ثلاث عقد ساهمت بشكل كبير في أفول نجمه وأحدثت شرخاً عميقاً من الجدار الأصفر المتين ومع توالي السنون تحولت إلى ما يشبه "النسق الثقافي" والإرث التاريخي وباتت ماركة مسجلة باسمه مع حفظ حقوق النشر. هذه العقد الثلاث تتخلص في ثلاث مصطلحات (مستهدف - الهلال - الصراع) وكل مصطلح له مئات التعريفات وعشرات التفرعات والمحور الأول يشمل قاعدة تفكير ومنهج تعامل تجير كل ما يحدث للنصر على أنه "مؤامرة" المقصود منها اسقاط النصر حتى وهو يعيش في أحلك سنوات الضياع ولدرجة تجعل صاحب القرار الأصفر يطلب من أهل الإعلام عدم التطرق لفريقه والتعرض لمشاكله وكأنه "ملكية خاصة" وليس منشأة حكومية الجميع معني بها. والمحور الثاني معني بملاحقة (الهلال) أين حل وارتحل والتدخل في شؤونه والبحث عن سقطاته والاستشهاد به مع كل صافرة غير صحيحة ومع كل قطرة مداد حتى لو كانت في نشرة حائطية وهو الانشغال الذي أفقده القدرة على التركيز والقدرة على التعايش مع أموره الخاصة بمهنية عالية ليستطيع تجاوز الكبوات والاستمرار على طريق التفوق وكاد أن يكون من سابع المستحيلات ظهور صوت نصراوي مهما ارتفع أو هبط شأنه لا يتعرض للهلال بطريقة بعيدة طبيعياً عن الثناء بل إنه - أي الهلال - أصبح يشاطر النصراويين القسمة حتى ولو كانت ضيزى. وليبقى المحور الثالث من محاور العقد النصراوية الصفراء والمعنون له بالصراع وهو صراع داخلي داخلي معني بالبيت وأهله وباعتراف منه ومنهم دون أن يعرف بصورة واضحة حقيقة الصراع وماهية المتصارعين - وكل يدعي وصلاً بليلى - وليلى لا تريد أحداً سواه.