مع نهاية الفصل الدراسي المتقدم ترجل فارس من فرسان التربية والتعليم في محافظة شقراء عن كرسيه رحل وترك فراغاً لم يسده أحد سواه، رحل والجميع يتحدث عن ذلك الفراغ الذي سيحدثه، رحل والجميع يثني على جهوده ونشاطه، رحل والكل يثني على أخلاقه، رحل والصغير والكبير يتحدث عنه، رحل أبو عبدالرحمن وقرار رحيله مفاجئ لمحبيه. فمثل ما كان قرار تقاعده عن العمل هادئاً كان تركه للعمل هادئاً ودون تكريم خاص أو ضجة إعلامية، فتكريمه كان من ضمن زملائه المكرمين المعلمين والموظفين والمستخدمين. فرغم انه كان مساعداً لمدير التربية والتعليم ذهب أبو عبدالرحمن تاركاً المنصب والمركز الوظيفي بكل هدوء ليبتغي الراحة والسعادة المبكرة رغم انه لم يصل إلى التقاعد النظامي بل اختار التقاعد المبكر رغم وجود كافة المميزات والمواصفات في قامته الشامخة ورغم انه قادر على العطاء لسنوات قادمة. انه مساعد مدير التربية والتعليم للبنين في محافظة شقراء الأستاذ عبدالله بن عبدالرحمن المحيميد الذي كان إلى آخر أيامه العملية يعمل ويتابع ويناقش من أجل انجاز عمله وأعمال الأقسام المرتبطة به. لقد كان أبو عبدالرحمن يواصل العمل ويمر على الأقسام بكل هدوء وتأن فلا تكاد تحس بوجود ذلك الرجل عندما يزورك في مكتبك بل انه يخيل إليك انه أحد الزملاء من الأقسام الأخرى يقف على رأسك ليحسسك بالراحة والاطمئنان فليس لديه بيروقراطية أو تعال في العمل أو المعاملة. انني عندما اكتب عن ذلك الرجل الذي غادر المنصب الإداري أعلم انني لم ولن أوفيه حقه ولكنها الأمانة الإعلامية عن رجل يستحق الإشادة والتقدير والتكريم. @مدير مكتب جريدة "الرياض" بشقراء