شهدت أسعار البنزين القياسية في أوروبا الجمعة الماضية ارتفاعاًَ نتيجة لحدوث طفرة مفاجئة في حجم الشراء وذلك لشح الوفورات وكذلك توقعات انحسار العرض المتوقع خلال شهر يناير القادم الذي يتزامن مع إخضاع العديد من الصناعات لأعمال الصيانة وتقلص عمليات التشغيل. وتابعت (الرياض) أسعار البنزين تخليص ميناء روتردام حيث ارتفعت لتبلغ 355 دولاراً للطن المتري في الوقت الذي سمع عن رغبة ملحة للمنتجين والبائعين للضغط التصاعدي على الأسعار في محاولة لاستغلال حالة الشح الأقليمية. وسوف تسهم هذه الزيادة في التأثير على أسعار الفينول التي ارتفعت نتيجة لارتفاع أسعار البنزين في أمريكا فيما تشير التوقعات إلى احتمالية ارتفاع أسعار الفينول الأمريكي المخصص للتصدير إلى مستويات أعلى حيث يخطط المنتجون الأمريكيون لاستغلال فترة خضوع العديد من مصانع الفينول في أسيا للصيانة مما سينتج عنه شح في العرض. ويخطط عدد من شركات الفينول في العالم لإغلاق مصنعها لعدة أسابيع للصيانة بينما أعلنت صناعات أخرى عن مواعيد الصيانة المجدولة والتي ستبدأ خلال الربع الأول من العام القادم 2009م ويتوقع التجار أن تساهم أعمال الصيانة في الضغط التصاعدي لأسعار الفينول الإقليمية للشهور القادمة. وكانت إحدى أضخم الشركات البتروكيماوية بالجبيل قد قررت قبل عدة سنوات تأجيل تنفيذ احد أهم مشاريعها الإستراتيجية المستقبلية التي كانت قد قررت تشيدها وتتمثل في بناء مجمع جديد لإنتاج المركبات العطرية بما فيها البنزين بطاقة إنتاجية ضخمة حددت بنحو مليوني طن متري سنوياً وذلك بعد إتمام مفاوضات مبدئية لتقديم التقنيات لجميع وحدات المعالجة ومجموعة مستندات تصاميم المعالجة حيث كان مقرراً أن يتألف هذا المجمع العملاق الذي تم تأجيل تنفيذه من سبع وحدات معالجة للمركبات العطرية مصممة لإنتاج نحو 400 طن متري في السنة من البنزين و500 طن متري من البارازالين و 700 طن متري من الميتازيلين و45 ألف طن متري من الاورثوزيلين. وتعتبر المركبات العطرية مجموعة من المركبات الهيدروكربونية التي لها رائحة عطرية نفاذة ويعد البنزين من أهم وابسط المركبات العطرية في الصناعات البتروكيميائية التي تدخل في صناعة الألياف والبلاستيك والأصبغة والمنظفات والدهانات والمبيدات الحشرية والمواد الصيدلانية (العقاقير) والمذيبات وغيرها من الاستخدامات الأخرى الهامة فيما يعتبر النفط المصدر الأساسي للمركبات العطرية حيث تتراوح نسبتها فيه ما بين 10% إلى 15% ويتم فصل المركبات العطرية باستخدام طريقة التقطير الاستخلاصي وذلك بإجراء تقطير تجزيئي للنفثا في عمود تجزئة أولي بوجود مذيب يعمل على إزاحة المكونات العطرية من النفط ثم يفصل المذيب ويعالج الناتج بحامض الكبريتيك بوجود مادة محفزة للحصول على عطريات ذات درجة نقاوة عالية. والبنزين يعد سائلاً هيدروجينياً متطايراً قابلاً للالتهاب عديم اللون ذا رائحة عطرية عديم الذوبان في الماء وقابل للذوبان في معظم المذيبات العضوية وهو فعال من الناحية الكيميائية حيث يدخل في العديد من تفاعلات الاستبدال. وتنتج عدة مصانع بالجبيل البنزين الذي يستخدم في صناعة الستايرين ومنها شركة ساسرف وشيفرون وبتروكيميا تغذي كلاها الأخرى فيما تتولى شركة ارامكو السعودية توفير الغازولين الطبيعي وهي مادة سائلة وتتم المعالجة بإزالة السلفر والشوائب وتحويلها إلى بنزين بواسطة الاروماكس فضلاً أيضاً عن الغاز الطبيعي الذي تقدمه ارامكو لشيفرون من خلال مصفاة ارامكو السعودية للغاز في الجعيمة وفي مصفاة رأس تنورة بالإضافة إلى خط الأنابيب من رأس تنورة إلى الجعيمة ثم إلى مرفق شيفرون بالجبيل.